تعاطف أميركي غير مسبوق مع التحركات في غزة عشية افتتاح السفارة الأميركية في القدس.. أعلام فلسطين احتلت الصفحات الأولى ل»نيويورك تايمز» وغيرها من كبرى الصحف الأميركية في مشهد يراه الأميركيون للمرة الأولى. وعلى مر العصور واختلاف الإدارات الأميركية، تنحاز واشنطن إلى اسرائيل وذلك في لعبة لها سببين، السبب الأول هو الذنب الذي يحمله العالم الغربي لسكوته عن النازي هتلر الذي أردى ستة ملايين يهودي قتيلاً، أي جزء من هذا الانحياز تكفير عن ذنوب الماضي، حيث كانت الدعاية المسيحية البيضاء المتمحورة حول أن «اليهود قتلة المسيح» أصل الشرور التي حدثت لليهود وساقتهم إلى أرض فلسطين. أما السبب الآخر لهذا الانحياز فهو لعبة انتخابية بامتياز، حيث ينظم اليهود الأميركيون أنفسهم في منظمات وهيئات وجماعات ضغط قوية وثرية ونافذة قادرة على التأثير في الانتخابات ودعم أي رئيس أو محاربته ولذلك يحاول أي رئيس أميركي عدم معاداة جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل. وضع القدس الدولي للقدس قدسية وأهمية روحية خاصة عند أهالي الديانات السماوية الثلاث (الإسلام والمسيحية واليهودية). حين بدأ اليهود بالتحول إلى جماعات مسلحة في المنطقة، وقعت القدس الغربية تحت سيطرتهم في العام 1948، فسمى الإسرائيليون الجزء الذي احتلوه بغربي القدس، والمنطقة التي بقيت من القدس تحت سيطرة القوات الأردنية بشرقي القدس. حتى العام 1967، كانت القدسالشرقية تحت سيطرة عربية خالصة، مع وجود حالة إجماع دولي على عربية شرقي القدس التي تضم المسجد الأقصى وأماكن مقدسة للمسيحيين. احتلال الدول عشية الخامس من يونيو-حزيران أبلغ وفد سوفييتي مصر أن إسرائيل حشدت 11 لواءً على الحدود السورية، لتعلن مصر تدخلها لمساندة سورية فيما سيأتي من أحداث. وتمكن الإسرائيليون في هذه الحرب من الاستيلاء على مدينتي غزة وخان يونس في قطاع غزة الذي كان يخضع آنذاك للسيادة المصرية. كما احتلت إسرائيل القدسالشرقية، حيث وصلت لحائط البراق وسيطرت على الوضع في كامل القدس. أما الجبهة السورية فلم تترك منها إسرائيل جنبا دون اختراق فوصل الاحتلال الإسرائيلي للجولان السورية ثم إلى القنيطرة، وهيأت إسرائيل طريق دمشق الذي كان مفتوحاً أمامها لتعلن سورية عن قبولها بوقف إطلاق النار. خسارة العرب بعد هذه الحرب، خسر العرب مناطق لم تكن إسرائيل في أكثر أحلامها ورديةً تفكر بالتقدم إليها، ليبدأ الفلسطينيون بعدها جولات من المفاوضات لاستعادة ما تم خسارته بالسلم بعد أن تأكد جيران إسرائيل من استحالة استعادتها بالقوة. واعترف أول اتفاق فلسطيني - إسرائيلي بخطوة أميركية أن تكون القدس الغربية عاصمة لإسرائيل حيث وقع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين في 13 سبتمبر 1993 في واشنطن على اتفاقية أوسلو، التي كان أبرز بنودها: الاعتراف بدولة إسرائيل وعاصمتها القدس الغربية وأخرى فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية. القرن ال21 واقترح معهد الدفاع عن الديمقراطية «FDD» على الفلسطينيين التفكير خطة فاعلة تسعى لاقتناص الممكن من إسرائيل بعيداً عن تنافس القادة السياسيين على إطلاق شعارات قاسية لأن هذا الحل أثبت أن الفلسطيني هو الخاسر الوحيد منه. كما يتساءل معهد FDD، عن مصير الأموال السخية التي يدفعها العرب والأميركيون للضفة الغربية، التي ما تزال البنى التحتية والأوضاع فيها دون المأمول وأقل بكثير من الأموال التي تتدفق، كما يضرب الفساد الضفة الغربية في كل الجوانب، فتذهب مليارات الدولارات في الحسابات الأجنبية للزعماء الفلسطينيين الذين يتركون الشعب جائع ويغلي غضباً ليسكّنوه ببضعة كلمات. وأفاد أن ما يحتاجه الفلسطينيون هو قيادة قوية متماسكة تملك خطة ضد إسرائيل، على ألا تكون هذه الخطة مقتصرة على التحريض في الصحف وتشجيع الشباب الفلسطيني على عمليات الطعن والدهس. ويرى المعهد أن الأسوأ يحصل الآن والأفضل قد مضى، ولا جديد جيد يلوح في الأفق وبالتالي على الفلسطينيين أن يبحثوا عن أساليب منطقية تساعدهم على انتزاع حقوقهم بطريقة محنكة تتناسب مع القرن الحادي والعشرين. Your browser does not support the video tag.