أعترف أنني من تلك الشخصيات التي تهتم بالصفات التي تدعو للتغيير والتطوير، من باب الفضول والاستطلاع قبل الاقتناع، وأحياناً يرتقي هذا التطفل للإيمان بها، والعمل عليها، متى ما وجدتها تناسبني، وتحولني لشخص أفضل.. أو تسهل لي طبيعة التعاطي مع الحياة. أتوقف عند أي تقرير أو مادة صحفية تتحدث عن هذا النوع من العلوم، ولهذا رأيت أنه من المهم نقل أهم (ست سمات شخصية «تؤهل أصحابها للنجاح»)، كما جاءت في تقرير ل CNN، مع بعض التصرف. وهي كالتالي: أولاً: دقة التفاصيل.. حيث يتسم من يتحلون بتلك الصفة بالالتزام بالخطط والعمل على تطبيقها تطبيقاً حرفياً، فهم غير مندفعين، ويقيِّمون بدقة القرارات لمعرفة الصائب منها على المدى البعيد. ثانياً: القدرة على التكيف.. بالتأكيد، جميعنا عرضة للقلق، غير أن الشخصيات ذات القدرة الأفضل على التكيف يمكنها التعامل أفضل مع القلق، والتصرف بسهولة تحت الضغوط دون أن يؤثر ذلك على قدرتها على اتخاذ القرار. ثالثاً: تقبل الأمور المبهمة.. لقد توصلت بعض الدراسات إلى أن القادرين على التعامل بشكل أفضل مع نقص المعطيات يكونون أكثر قدرة على استيعاب وجهات نظر أكثر قبل اتخاذ القرارات، ما يجعلهم أقل تصلباً، وأكثر قبولاً للاختلاف في الرأي. ويقول «ماكراي»، الخبير النفسي والمشارك في تأليف كتاب «الشخصية المنجزة»، إن الافتقار إلى تلك القدرة على التعامل مع بعض التفاصيل المجهولة قد يميل بالشخص إلى الاستبداد، «إذ يسعى لاختزال الرسائل المعقدة في بؤرة أحادية بسيطة، ما قد يؤدي مباشرة إلى الفشل في إدارة الأمور». رابعاً: الشغف بالمعرفة.. لقد أهمل الخبراء النفسيون سمة الشغف بالعلم مقارنة بغيرها من السمات الذهنية، غير أن الأبحاث الأخيرة أشارت إلى أن التعلق بالجديد يثري بيئة العمل ثراء جماً. إذ يدلل ذلك على أن صاحب هذه السمة يكون أكثر إبداعاً ومرونة فيما يتعلق بالوسائل التي يتبناها لاستقاء المعرفة بيسر، وهو ما يُشعِره برضا أكثر بالإنجاز، ويحميه من خطر استنفاد الطاقة والتوقف عن العمل. خامساً: الاستعداد للمجازفة.. ويسأل التقرير: هل تؤْثر البعد عن المواجهة خشية التأذي، أم تواجه الأمر رغم صعوبته الحالية من أجل تحقيق النفع على المدى البعيد؟ لا شك أن القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة أمر حيوي لنجاح الإدارة، فكثيراً ما يتطلب الأمر القيام بخطوة ما من أجل الصالح العام، رغم مجابهة الرفض أو المعارضة لتلك الخطوة. سادساً: المنافسة سعياً وراء الأفضل.. هناك خيط رفيع بين السعي الحثيث وراء النجاح، والغيرة من منجزات الآخرين، فالرغبة في المنافسة في صورتها الحسنة تدفع بصاحبها بقوة نحو المقدمة، لكن المنافسة في صورتها السيئة تدمر الفريق بالكامل. السؤال: هل نتغير رغم التقادم؟ أم أن التجارب متجذرة في العمق.. تماماً. هنا يكمن السؤال! والسلام.. Your browser does not support the video tag.