في منتصف العام الحالي صدرت موافقة سمو ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء بتحويل مراكز أجواد للرعاية المجتمعية إلى جمعية وطنية بمسمى «الجمعية الوطنية للخدمات المجتمعية - أجواد» ومن مهامها حماية حقوق الفئة المستهدفة وهم المرضى العقليون التائهون والمشردون والحد من عوامل الخطورة المصاحبة لهذه الظاهرة وتحسين نظرة المجتمع وأسلوب التعامل مع هذه الفئة ومساندة جهود المؤسسات الحكومية في رعاية هذه الفئة وتأهيلها وإيوائها. وأنشئت مراكز أجواد للرعاية المجتمعية مطلع 1434، في الرياضوجدة لتتولى رعاية وتأهيل المرضى العقليين التائهين والمشردين الذين يعانون من الإهمال والرفض من قبل أسرهم، بدعم من المؤسسات والجمعيات الخيرية المانحة. وتحتوي على أجنحة للاستضافة وصالات رياضية وصالات طعام وغرف مخصصة للجلسات الجماعية والفردية وقسم لتقديم العناية الشخصية وركن التأهيل المهني ومصلى وصالة للزيارات الأسرية بالإضافة إلى المسطحات الخضراء والمكاتب الإدارية، وتوجت هذه المبادرة النوعية بجائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز لتطبيق معايير التميز في العمل الاجتماعي. شروط القبول ويقول المشرف العام على مراكز أجواد للرعاية المجتمعية الدكتور سعيد سالم الأسمري: شرط القبول الأساسي أن يحول المستفيد من مستشفى أو عيادة نفسية متخصصة وفق النموذج المعد، وعدم وجود سلوكيات تمنع تقديم الخدمة وأن لا يعاني من أعراض نفسية أو طبية حادة أو تخلف عقلي شديد وخلوه من الأمراض المعدية والسارية وأن لا يقل عمره عن ثماني عشرة سنة، وأن يقضي المستفيد ثلاثة أيام -على الأقل- في الجهة المحول منها قبل تحويله إلى المركز، بعد ذلك يقوم الفريق الفني بالمراكز باستكمال المعلومات المطلوبة وعرضها في الاجتماع الأسبوعي للفريق مع تسجيل ملخص عن الحالة وتوصيات الفريق وفق نموذج التحليل الرباعي. مسارات التهيئة وتبدأ برامج العمل المقدمة في المراكز بمسار تهيئة المستفيد بشكل متدرج ليتمكن المستفيد من التعايش مع أفراد المجتمع من خلال البرامج المتنوعة ومنها، برنامج العناية الذاتية الذي يقدم مجموعة من الخدمات للمستفيدين لتحسين النظافة الشخصية والنظافة العامة وطريقة اللبس والأكل والشرب مما يجعل المستفيدين قريبين من المجتمع، وبرنامج راحتي الذي يقدم أنشطة مختلفة للمستفيدين في المجالات الثقافية والرياضية والاجتماعية والترويحية والروحانية لكسر عزلة المستفيدين والتعرف على إمكانياتهم وإشراكهم في الأنشطة الجماعية. وهناك المسار الإنمائي ويهدف إلى تنمية القدرات العقلية والاجتماعية والشخصية للمستفيد من خلال برنامج اجتماعي، يهدف إلى تطوير مهارات المستفيد في القيام بمهارات العناية الذاتية المختلفة بشكل مستقل دون مساعدته والتعامل مع الآخرين في المواقف المختلفة بشكل مقبول ومناسب، وبرنامج التركيز الذي ينمي القدرات الذهنية وتحسين التركيز وباقي الوظائف المعرفية لرفع كفاءة المستفيد الذهنية والمحافظة على قدراته الذهنية. ويقدم برنامج التحفيز الدعم والتشجيع لإبراز الأدوار والمواهب لدى المستفيدين وتنميتها لتحفيزهم وتحسين أوضاعهم والتخطيط والمشاركة في اتخاذ القرارات المناسبة لهم، ويهدف برنامج توظيف للبحث والتوجيه للوظائف الممكنة والمناسبة للمستفيدين، ويسعى برنامج أفكاري لتغيير وتصحيح ما لديهم من أفكار خاطئة وفق الأسس العلمية، من خلال الحوارات والمناقشات التي تدار مع المستفيدين. ويكتسب المستفيد الأساليب السلوكية والمهارات الشخصية والثقة بالنفس وتوكيد الذات، والقدرة على التعامل مع المواقف الاجتماعية المختلفة، والقدرة على نقل المشاعر للآخرين وتقبلهم، من خلال برنامج حياتي. ويهدف المسار الوقائي إلى حماية المستفيد من العودة إلى الوضع السابق من خلال تقديم برامج متنوعة تسهم في دعم المهارات المكتسبة ومنها برنامج تواصلي الذي يقدم مجموعة من الأنشطة والأعمال واللقاءات والزيارات التي تسهم في استمرار ودعم مستوى التحسن لدى المستفيدين، وبرنامج أسرتي الذي يقدم أنشطة وأعمالا وتدريبا وورش عمل موجهة لأسر المستفيدين لرفع وعيهم وإكسابهم المهارات اللازمة لكيفية التعامل مع الحالات. تثقيف الأسر وأوضح الأسمري أن المركز يتواصل مع أسر المستفيدين لفهم التغيرات الجديدة التي ساهمت في حالة التشرد للحالة والعمل بكافة الطرق المهنية لإيجاد حلول عملية لتجاوز حالة التشرد، إضافة إلى توعية الأسرة وتثقيفها حول المرض النفسي وآثاره على السلوك وطرق التأقلم مع ذلك لتحسين حياة المستفيد. ويضيف: بلغ عدد المستفيدين من خدمات المركز في مدينة الرياض حتى نهاية مارس الماضي 203 حالات، وفي محافظة جدة 85 حالة. وبين أن المركز نفذ دراسة بعنوان «التشرد لدى المرضى النفسيين في مدينة الرياض» لنحو 193 حالة من المرضى العقليين وأظهرت نتائجها أن معدل انتشار التشرد لديهم بلغ 22,8 %. وأثبتت دراسة أخرى بعنوان «فعالية التدخلات النفسية المجتمعية لتحسين جودة الحياة لدى المرضى الذهانيين بمركز أجواد»، نجاح التدخلات المستخدمة في تحسين جودة حياة المرضى، كما تم تدريب 50 طالبا من طلاب أقسام علم النفس من معظم الجامعات السعودية. د. سعيد الأسمري رصد دقيق لبيانات ومعلومات الحالات Your browser does not support the video tag.