اتحفتنا «الهيئة العامة للثقافة» هذه الأيام بحضورها القوي وقيادتها المتميّزة للمشهد الثقافي السعودي، من خلال مبادراتها الخلاّقة المتمثلة في إطلاق العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والأدبية والفنية داخل المملكة وخارجها. ولعل أبرز ما يميّز هذا الزخم الثقافي الكبير، هو تنظيم «الأيام الثقافية السعودية» في عدد من دول العالم. فبعد النجاح الباهر الذي حققته «هيئة الثقافة» في كل من فرنسا وبريطانيا وأميركا، اتجهت بوصلة الأيام الثقافية شرقاً صوب طاجيكستان، لتضيف إنجازاً جديداً إلى إنجازاتها البارزة التي تؤكد بأن الأيام الثقافية السعودية هي حقاً «أداة فاعلة في بناء جسور التواصل مع مختلف شعوب العالم». وأرى أن هذه الأيام الثقافية تكتسب أهمية خاصة لدورها الفاعل في عكس الصورة الحقيقية والوجه المشرق للثقافة السعودية، وتوطيد أواصر الصداقة وبناء علاقات مميّزة مع شعوب ودول العالم، كونها تسهم في تعزيز عُرى الصداقة والمودة والتقارب بين الشعوب، وذلك لقناعتي الراسخة بأن الثقافة هي جسر للتقارب بين الأمم، ووسيلة للتآلف والتفاعل بين الثقافات المختلفة. وشهدنا في هذه الأيام الثقافية، كيف سعت «هيئة الثقافة» إلى إبراز الهوية الثقافية السعودية من خلال الفعاليات العديدة والمتنوعة التي صاحبت هذه الأيام. وكذلك سعدنا بحرص الهيئة على نشر قيم المجتمع السعودي التي تعكس الانتماء الوطني، ومكانة المملكة وتقدمها الحضاري، وإسهاماتها المقدرة في تطوير حركة الفكر والإبداع والثقافة والفنون بأنواعها المختلفة. وحققت هذه التظاهرة الثقافية السعودية، في الدول التي استضافتها والتي كانت آخر محطاتها طاجيكستان إقبالاً كبيراً وتفاعلاً مميّزاً من شعوب هذه الدول التي تعرفت عن قرب على الثقافة السعودية وما تزخر بها مملكتنا من إبداعات ثقافية وفنية متنوعة، كما أن هذه الأيام أتاحت للزوار والمهتمين فرصة لخوض تجربة تفاعلية رائعة يلتمسون من خلالها طبيعة وروح المملكة بعيون فنانين ومبدعين سعوديين. أعتقد أن هذه الأيام الثقافية كانت بمثابة منصة تفاعلية مهمة، تبرز المواهب الإبداعية للشباب والشابات السعوديين لاطلاع العالم على الإرث الحضاري العريق، والحضارة الإسلامية الأصيلة التي تمتاز بتمازج وتنوع وتناغم فريد. وأتمنى استمرار هذا الحراك الثقافي ومعرفة الإيجابيات والعمل على دعمها وتعزيزها، والتعرف على السلبيات للعمل على تفاديها وتجنبها لتصبح هذه الأيام الثقافية السعودية مرآة تعكس الصورة الحقيقية للمشهد الثقافي السعودي وما يحمله من تقدم في كافة المجالات وفقاً لرؤية المملكة الطموحة 2030 والتطور الكبير الذي تشهده مملكتنا الغالية في شتى مجالات الحياة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز «حفظهما الله». Your browser does not support the video tag.