أكد مشاركون في الجلسة الأولى للمؤتمر الدولي الأول لأنسنة المدن الذي تنظمه هيئة تطوير المدينةالمنورة بقاعة المؤتمرات بجامعة طيبة و التي تتواصل حتى نهاية الأسبوع الجاري على أهمية الشراكات المجتمعية لدعم مبادرات وبرامج أنسة المدن وتوظيف التقنية والتكنلوجيا الحديثة لتكون عاملاً مساعدًا لخدمة الإنسان بدلاً من أن تكون عاملاً رئيساً وهدفًا استراتيجيًا في هذا الزمن . صوت المناطق ومواءمة الخطط واستهلت الجلسة الأولى التي شهدت حضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل نائب أمير منطقة المدينةالمنورة وعدد من أصحاب المعالي والمسؤولين ، بعرض قدمه وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط المهندس حمد الوهيبي حيث أوضح أن رؤية المملكة 2030 تخدم أنسنة المدن السعودية و تعمل على الارتقاء بجودة الخدمات وتحسين البيئة الاجتماعية وتعزيز الأنشطة الرياضية. وقال المهندس الوهيبي خلال الجلسة الأولى التي أدارها د. ثامر المطيري مساعد الأمين العام لمركز الإدارة المحلية : إن وزير الاقتصاد والتخطيط كلف وكلاء الوزراء بالمشاركة في عضويات مجالس المناطق لإيصال صوت المناطق ومواءمة الخطط بين الجهات ذات العلاقة في الرؤية، لكون مناطق ومدن المملكة هي موقع تنفيذ تخطط وبرامج رؤية المملكة 2030 . روحانية المدينة ومجالات الأنسنة تحدث د.مايكل ميهافي مدير شبكة أبحاث مستقبل الأماكن العامة باستكهولم والمدير التنفيذي لمؤسسة سوستايسس عن عوامل رفاهية الإنسان في المدن ، في الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور عادل الدوسري، عميد كلية تصاميم البيئة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، على أن الروحانية التي تتمتع بها المدينةالمنورة تدعم الجهود الرائعة المبذولة في مجالات الأنسنة. وشدد على أهمية العناية والاهتمام بنشر مفاهيم أنسنة المدن في مختلف الأوساط الاجتماعية. مبينًا بأن الوعي المجتمعي عنصر مهم للارتقاء بمشاريع الأنسنة في المدن حول العالم. مستعرضًا أبرز التحديات التقنية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه هذه المشاريع من بينها الاعتماد على التقنية والتكنلوجيا باعتبارها عنصرًا رئيسيًا على حساب الأنسنة. ملياران و400 مليون للتطوير شهدت الجلسة الثالثة التي أدارها الدكتور صالح الهذلول الرئيس التنفيذي لشركة الهذلول للتطوير الأستاذ في جامعة الملك سعود وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية الأسبق، استعراض أمناء مناطق المملكة للتجربة السعودية في مجال أنسنة المدن وأبرز المشاريع والخدمات المقدمة، إذ أعلن المهندس محمد بن عبدالهادي العمري عن تم اعتماد مليار و100 مليون ريال لإنشاء وتطوير 12 مشروعًا للتقاطعات والطرق الدائرية المحورية، و مليار و300 مليون ريال لمشاريع تصريف مياه الأمطار ودرء السيول. وأوضح أن مشروعات الأمانة تسعى إلى تأكيد الهوية العمرانية بالطرق والمحاور الرئيسية والمناطق ذات الطبيعة المتميزة مع وضع الضوابط والمعايير الخاصة بالمدينةالمنورة وتطبيقها على المباني الجديدة لهذه الأماكن ومعالجة القائم بما يتفق مع الهوية العمرانية للمدينة المنورة. مضيفًا إلى العمل على مشروع معالجة العشوائيات التي تعاني منها التجمعات العمرانية في المنطقة وتحسين المشهد الحضري. مشيرًا إلى البدء في صيانة 75 في المائة من شوارع الأحياء السكنية من سفلتة وإنارة وأرصفة. و كشف وكيل أمانة المنطقة الشرقية المهندس صالح الملحم عن إعداد الأمانة لمشروع خاص بالنقل بحاضرة الدمام ومحافظة القطيف يتضمن 4 مسارات للقطار والباصات السريعة بطول 160 كلم ، مضيفًا أن المنطقة الشرقية تتمتع ب 5.12 ملايين متر مربع مساحات خضراء بالشرقية و 634 حديقة وساحة بلدية، و10 ملايين زهرة. فيما تحدّث أمين منطقة القصيم معالي المهندس محمد الدوسري خلال الجلسة عن خطط الأمانة في إطار مشروعات أنسنة مدن ومحافظات المنطقة. موضحًا أن الخدمات والمشاريع الماضية خدمت ما يستخدمه الإنسان ولم تخدم الإنسان بشكل مباشر، مما أثر على أنسنة المدن. لافتًا إلى خطة تعمل عليها الأمانة لمعالجة التشوهات البصرية وتسوير الأراضي البيضاء ومضاعفة المساحات الخضراء. واختتمت الجلسة بحديث أمين منطقة الباحة الدكتور علي السواط الذي أشاد بجهود هيئة تطوير المدينةالمنورة حيث إنها رائدة في مبادرات أنسنة المدن. مضيفًا أن مدن المملكة تعاني من إهمال التصميم الحضري كما أن القطاع البلدي ركز على البنى التحتية ولم يول اهتمامًا بالإنسان حتى أصبحت المدن عبارة عن كتل خرسانية مؤكدًا على الحاجة الملحة لإيجاد فضاءات عمرانية تخدم الإنسان . خبراء: المدن للإنسان وليست للآلات وعمليات التخطيط أغفلت الأبعاد الإنسانية دعا عدد من المشاركين في الجلسات المسائية للمؤتمر الدولي الأول لأنسنة المدن إلى تفعيل أساليب الأنسنة المعاصرة في المدن والأحياء مع المحافظة على هويات هذه المدن الثقافية والتاريخية والاجتماعية. مؤكدين على أن المدن ليست للمركبة بل للإنسان. مضيفين أن من أبرز التحديات الاعتماد على المركبة الخاصة وإغفال الجانب الإنساني في التخطيط وعدم وجود المناطق المفتوحة والممرات المناسبة في الأحياء. طلاب القصيم يستفيدون من تجربة هيئة تطوير المدينة ففي الجلسة الخامسة استعرض البروفسور مصطفى غريب مصطفى عبده أستاذ العمارة والتصميم الحضري والمشرف على ستوديو تصميم أنسنة المدن السعودية بجامعة القصيم، رؤى وتطلعات طلاب جامعة القصيم لأنسنة المدن السعودية. وأشار إلى أن المجموعات الطلابية بجامعة القصيم استفادوا من تجربة هيئة تطوير المدينةالمنورة في أنسنة المدن عند البدء في تقديم مشاريعهم الجامعية، وشاركوا في ورش العمل الخاصة بها. دراسات لحالة الأنسنة حول العالم وتناولت الجلسة السادسة دراسات لحالة الأنسنة المبتكرة حول العالم، حيث قدم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار مدير إدارة تطوير النقل في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض عرضًا عن تجربة أنسنة مدينة الرياض. أكد فيها على أن المدن ليست للمركبة بل للإنسان وأن من أبرز التحديات المعاصرة هو الاعتماد على المركبة الخاصة وإغفال الجانب الإنساني في التخطيط وعدم وجود المناطق المفتوحة والممرات المناسبة في الأحياء. وقال الأمير سعود بن نهار إن هيئة تطوير مدينة الرياض أطلقت عدة مشاريع لأنسنة المدن ومنها: حي السفارات والمجمع السكني لموظفي وزارة الخارجية ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي منطقة قصر الحكم وبرنامج تطوير الدرعية وبرنامج تطوير وادي حنيفة ومنتزه سلام وتطوير طريق الملك عبدالله ومشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام وأعمال التحسين العمراني على مسارات النقل العام. مضيفًا بأن الهيئة تسعى لأن تكون الرياض ضمن أفضل 100 مدينة على مستوى العالم بما يحقق توجهات رؤية المملكة 2030. إيجاد مساحات خضراء بعد ذلك استعرض الدكتور محمد الأسد المدير المؤسس لمركز دراسات البيئة المبنية بالأردن مشروع تطوير مدارس مركز دراسات البيئة المبنية بالأردن. مبينًا أن من أهم عناصر المدينة الإنسانية إيجاد مساحات خضراء. متطرقًا لجهودهم في نشر الأماكن الخضراء العامة، وإنشاء حدائق الندرة المائية التي تقوم على الشراكة المجتمعية ومساهمة الأهالي في تصميمها. وأوضح الدكتور محمد الأسد أن البرنامج جعل طلاب وطالبات المدارس يصممون الحدائق ويشاركون في تنفيذها تشجيعا للمسؤولية الاجتماعية، وكانت مخرجات أعمال الطلاب في مدارسهم متميزة وساهمت في دعم مشاريع الأنسنة بمملكة الأردن. السمات الإنسانية لمدن وقرى السعودية وشهدت الجلسة السابعة عرضًا لمبادرة وزارة الشؤون البلدية والقروية في مجال أنسنة المدن قدمه الدكتور إبراهيم البطحي مستشار وزير الشؤون البلدية والقروية. وأكد فيه على أن المدن والقرى السعودية تتميز بخصائص وسمات إنسانية وبنسيج عمراني يظهر عليها منذ زمن بعيد، وتتمتع بفضاءات متعددة بشكل يلبي احتياج الناس. وأوضح الدكتور إبراهيم البطحي أن وزارة الشؤون البلدية والقروية تقود هدفين من أهداف رؤية 2030 تتثمل في الارتقاء بالخدمات وتحسين المشهد الحضري بالمدن السعودية ومن ضمنها مبادرات أنسنة المدن. مشيرًا إلى أن مبادرة الوزارة تهدف إلى تقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز الوعي المجتمعي ومساعدة المدن على استعادة الإنسانية وتعزيز أبعادها في العمل البلدي ورفع مستوى استجابة الأمانات لاحتياجات الناس. الحلول المستدامة للمدن الإنسانية بعد ذلك قدم الدكتور فرحات خورشيد الطاشكندي الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود ورقة عمل تناولت أبرز الدروس المستفادة من مشروع أنسنة مدينة الرياض. واختتمت جلسات يوم الثلاثاء بالجلسة الثامنة التي بحثت الحلول المستدامة للمدن الإنسانية بمشاركة البروفسور سبيرو بولايس أستاذ التصميم والتقنية والإدارة في كلية التصميم بجامعة هارفارد ومدير برنامج زوفناس لإستدامة البنية التحتية وباحث في مركز الإدارة المحلية، والبروفيسور فيصل المبارك أستاذ التخطيط العمراني في جامعة الملك سعود، والبروفسور حبيب مهدي الشويخات أستاذ التخطيط والاستدامة الحضرية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن. Your browser does not support the video tag.