جاء توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم والاتحاد السعودي لكرة القدم ليعيد الحياة في جسد الرياضة المدرسية، بعد أن غابت عن المشهد الرياضي أعواماً عديدة، والسبب يرجع إلى قلة الاهتمام بهذه الرياضة بل وتهميشها تماماً، حتى أفقدتها شعبيتها ومنافساتها القوية، إذ من المعلوم أن هناك في السابق تنافساً محموماً بين المدارس الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية، وأيضاً الجامعات السعودية في كافة الألعاب وأثمر هذا التنافس عن بروز المواهب السعودية في لعبة كرة القدم والطائرة والسلة واليد وكرة الطاولة وألعاب القوى، وهو ما جعل المدارس والجامعات مموناً سخياً للأندية والمنتخبات السعودية، وكانت هناك دورات مدرسية وجامعية على مستوى المملكة. تراجع الرياضة المدرسية له أسباب عديدة، إذ يلاحظ أن حصة التربية البدنية في المدارس لم تعد كما هي، فالمدرسون الذين كانوا في السابق ليسوا لاعبين معروفين يعطون هذه الحصة حقها، وأصبح الوضع كمن يبحث عن إمضاء دقائق الحصة وإنهائها بدلاً من صقل مواهب الطلاب وتوجيههم والكشف عن موهبة كل طالب ومنحه الضوء الأخضر للالتحاق بالنادي الذي يرغب اللعب له، كما أن الدعم المالي للرياضة المدرسية قل من قبل وزارة التعليم، وحتى المنتخبات الجامعية أصبح من يمثلها لاعبين مقيدين في سجلات الأندية ومستوياتهم الفنية عادية جداً، وغابت التغطيات الإعلامية لدوري المدارس والجامعات وأكبر دليل أن هناك بطولة للجامعات السعودية بدأت وانتهت بلا حس ولا خبر. الاتفاقية الجديدة بين الاتحاد السعودي ووزارة التعليم هي خطوة إيجابية خصوصاً أنها ستعيد الرياضة المدرسية إلى الواجهة من جديد بعد أن تضمن البرنامج دعم عدد من البرامج والمشروعات والمبادرات وفق استراتيجية التطوير والتعليم ودعم المهارات والموهوبين، والأمر يتطلب أيضاً إعادة النظر في نوعية مدرسي التربية البدنية، وأن يكونوا ذوي تأهيل، ولديهم طموح في تطوير حصة الرياضة وصقل الطلاب الموهوبين، وأن تكثف الدورات المدرسية والجامعية في كل الألعاب ويكون هناك تعاون بين وزارة التعليم والهيئة العامة للرياضة التى تبذل جهوداً جبارة لتطوير الرياضة السعودية وتدرك أهمية الرياضة المدرسية وأنها الأساس لتخريج المواهب الكروية. Your browser does not support the video tag.