(يقعُ على عاتقِ الوالدين أو من يقوم مقامهما مسؤوليات عُظمي نحو الأبناءِ، وإحدى هذه المسؤوليات تأمين التعليم الإلزامي الذي يتناسب مع عمر الطفل وُقدراته ومهاراته. ويقصد بإلزامية التعليم :إدخال الطفل السلك التعليمي بمجرد إكماله عامه الخامس وتنتهي ببلوغه سن السادسة عشرة أو إتمام الثانوية العامة، أو مايعادلها حسب قدرات الطفل التعليمية، فالوالدان ملزمان بدخول الطفل المدرسة التي تتناسب مع عمره وقدراته واحتياجاته التعلمية الخاصة إن وجدت). بين يديّ كتابٌ قيمٌ لاستشاريةِ الطب النفسي للأطفال والمراهقين الأستاذة الدكتورة فاطمة الحيدر بعنوان: (رفض الأطفال الذهاب للمدرسةِ) بيّنت فيهِ السبب الرئيس من تألفيها لهذا الكتاب، ألا وهو كثرة المراجعين للعيادات النفسية من الأطفال والمراهقين، هذا عدا الاتصالات الهاتفية على الأطباء النفسانيين لرفض كثير من الأطفال الذهاب للمدرسة لعوامل متشعبة سيطر على كثير منها العامل النفسي. وأِملت أن يكون الكتاب مرجعاً مُعيناً للأهلِ ومن في حُكمهم يرجعون إليهِ و يجدون فيه ردوداً شافية لتساؤلاتهم وحيرتهم، وأن يجد فيه أيضاً ذوو الاختصاص من أطباء واختصاصيين نفسانيين، ومرشدي الطلاب والمرشدات والمعلمين بُغيتهم وضالتهم في فهم وتقييم ودعم الأطفال والمراهقين الرافضين الذهاب لمدارسهم بعد حصر الأسبابِ وتحديدها بدقة. كما أشارت لضرورة التسلسل في قراءة الكتاب من البداية للنهاية؛ كي يستفاد من الكتاب بالشكل الأمثل الذي وضع من أجله. الكتاب من القطعِ المتوسط وعدد صفحاته 160 صحفة تقريباً قسّمتُه المؤلفة إلى عدة فصول. تحدثت في الفصل الأول عن واقع مشكلة رفض الأطفال الذهاب للمدرسة، وأنواع الغياب ومدى انتشاره وأسبابه، وذكرت أن رفض الأطفال الذهاب لمدارسهم ليس مرضاً أو اضطراباً محدداً، وإنما متلازمة متعددة الصور والأشكال والأسباب، وكل طفل يرفض الذهاب لمدرسته يحكي قصته الخاصة وفُوبياه ومخاوفه الدفينة، وخبايا تراكمت في لا شعورِه! أما الفصل الثاني فيتحدثُ عن السماتِ العامة للرفضِ وكيف أنها تظهر على شكل مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية والسلوكية التي تزداد في الصباح قُبيل الذهاب للمدرسة أو حتى قبل النوم، وتتحسن إذا سمح للطفل بالبقاء في المنزل! وجاء الفصل الثالث شارحاً لسماتِ الطفل قبل الإصابة وقبل الرفض، والخلفية الأسرية والعوامل المدرسية والاجتماعية والبيئة وغيرها من العوامل التي تتداخل وتتفاعل ُمنذرة بحدوث الرفض. كما خصصت المؤلفة جزء من الكتاب للتقييم وتطبيق المقاييس النفسية المناسبة التي تدور حول الرفض وللتدخل المبكر والمعالجة وتطبيق أساليب متنوعة وتمارين شتى كالاسترخاء النفسي وتطبيق العلاج النفسي المعرفي وشددت على أهمية البرامج الوقائية على مستوى المجتمع والمدرسة لضمان انتظام الأطفال في الحضور لمدارسهم. أخيراً تحدثت المؤلفة في الفصل الثاني عشر عن الحالات الخاصة ومن يعانون من اضطرابات نمائية، أو انخفاض في معدلات الذكاء أو صعوبات التعليم وأكدت على ضرورة امتلاك المدارس التي يدرسون فيها لفصول مناسبة لاحتياجات الأطفال التعليمية والخاصة، وكذلك توفير المعلم المتخصص والمتفهم والوسائل التعليمية المناسبة لهؤلاء الأطفال تحديداً. الكتاب سلس وقيم ومرجع يُعتد به عند التعامل مع حالات رفض الذهاب للمدرسة من قبل الأطفال والمراهقين. ويحتوى على ملاحق للمقاييس النفسية للرجوع إليها وهي مقاييس موجهة للوالدين والمعلمين ومن في حكمهم، وكذلك مواقع إلكترونية، ومراكز مساندة وقائمة ثرية من المراجع. Your browser does not support the video tag.