في كتاب أنيق جاء بمئة وستين صفحة تقدم البرفيسورة فاطمة بنت عبدالرحمن الحيدر، الأستاذة والاستشارية في الطب النفسي للأطفال والمراهقين بجامعة الملك سعود رؤية علمية ونفسية لأسباب العزوف عن الذهاب إلى المدرسة تحت عنوان "رفض الأطفال الذهاب إلى المدرسة ". نشأت فكرة هذا الإصدار كما ترى المؤلفة من حاجة فعلية يواجهها الاستشاريون النفسيون في العيادات النفسية للأطفال وخاصة في بداية كل فصل دراسي وتضيف الكاتبة " لم أجد في المكتبات ما يمكن أن أقترحه كمرجع للأسر التي تعاني من رفض أطفالها للمدرسة" الكتاب جاء موجهًا بالدرجة الأولى للآباء والأمهات والمرشدين الطلابيين والمعلمين بالإضافة للمختصين في مجال التعامل مع هذه الحالات." ويتميز الإصدار المتوافر في جناح جامعة الملك سعود بمعرض الرياض الدولي للكتاب هذه الأيام بكونه سهل اللغة، علمي المحتوى، عملي التطبيق. وسيجد فيه من يقرؤه فهما عميقا وتفسيرا لرفض الأطفال للمدرسة وسيكتسب مهارات عديدة في التعامل مع قلق الأطفال ومخاوفهم، ووسائل الوقاية ومهارات التدخل ومنع الانتكاسات. كذلك يحتوي الكتاب على معلومات مفيدة في كيفية اختيار المدرسة المناسبة لكل طفل والبرامج المدرسية اللاصفية ومهارات التخلص من التوتر، بالإضافة إلى عدد من نماذج التقييم التي يسهل على الوالدين والمعلمين تطبيقها وفي نهاية الكتاب تضمّنه المؤلفة عددًا من المواقع الإلكترونية والورقية حيث يمكن للراغبين الرجوع إليها لمزيد من التطبيقات العملية. وفي حوار سريع مع الدكتورة فاطمة حول بعض الجوانب التي تؤدي لهذه الظاهرة ومسبباتها وما يراه بعض أفراد المجتمع من أن المدرسة باتت بيئة طاردة للأسف الشديد أفادت بأن هذه المقولة صحيحة إلى حد كبير مشيرة إلى أن هناك أسبابا كثيرة لهذا الظن منها على سبيل المثال: البيئة العامة للمدارس لدينا غالبا فهي ليست صديقة للمعلم فضلا عن أن تكون محفّزة للطالب. كما أن هناك عددا كبيرا من المعلمين والمعلمات لا يشعرون بالرضا الوظيفي في عملهم وبعضهم يفتقد لمهارة جذب الطلاب ورفع مستوى الدافعية للحضور المنتظم والإنجاز، وأكدت في حديثها على وجوب تفهم المعلمين لاحتياجات الطالب المتعددة بحسب مراحلهم العمرية ومستوياتهم التعليمية وتمتعهم بمهارات التواصل والإقناع مع ضرورة تقدير المعلم لقيمة عمله وإدراكه الفعلي من أن بين يديه مشاريع وطنية واعدة تستحق الرعاية والصبر، وعما إذا كان هناك عقد اجتماعية تربوية تؤصل للجفوة بين الطالب والمدرسة أشارت بقولها إلى أنها لا تحبذ استخدام كلمة عقد ولكن هناك خللا في فهم الطلاب وأسرهم لقيمة التعلم لذات العلم وليس للحصول على شهادة ، وهناك خلل في تقدير التعليم كعمل جليل يتجاوز راتب نهاية الشهر إلى شعور عام بالرضا لدى المعلمين بقيمة ما يقدمونه وأثره في حاضر الناس ومستقبلهم". علينا الإشارة أخيرا إلى أن مثل هذا الإصدار إضافة مهمة لكل مدرسة ولكل بيت يضم صغارًا.