بعد أيّام قليلة من تعيينه خلفاً للهالك صالح الصماد، بدأت تتكشف ملامح شخصية القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي؛ إذ تتجه شخصية المشاط، المعروفة برعونتها، وعدم خبرتها السياسية، إلى مزيد من الخطوات الصدامية مع الجميع، التي قد تعجل بانهيار الجماعة، ورفع سقف النقمة عليها حتى بين أنصارهم والموالين لهم، فبعد هجومه وتهديده قبائل طوق صنعاء، هدد القيادي الحوثي محافظي المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم. قام المشاط بكيل الاتهامات والتخوين والتهديد والوعيد، خلال اجتماع عقده الأربعاء مع محافظي المحافظات الموالين لميليشيا الحوثي في صنعاء، فيما حاول بن حبتور تهدئة الموقف. وقالت مصادر في صنعاء إن المشاط هاجم محافظي المحافظات، واتهمهم بالتكاسل والتخاذل والخيانة، محذراً إياهم من أي تصرفات مخالفة للتوجيهات. كما أمرهم بالبقاء في محافظاتهم، والعمل على الحشد والتصعيد العسكري لجبهات القتال، التي تتعرض لانهيارات كبيرة في مناطق مختلفة، أهمها جبهة الساحل وصعدة. وبعد الاستياء الذي ظهر على الحاضرين رغم عدم قدرتهم على التحدث أو الدفاع عن أنفسهم تجاه التهم والإهانات التي وجهها لهم، وبعد تدخل رئيس حكومة الانقلاب غير المعترف بها عبدالعزيز بن حبارى، حاول المشاط تلطيف الجو، قائلاً «أعتذر إن قسوت عليكم قليلاً، لكننا معنيون أن نقسو جميعاً على أنفسنا في هذه المرحلة». ويرى مراقبون أن الصرامة والتطرّف في المواقف التي يبديها المشاط ستنتج حالة من التذمر والاستياء في أوساط حلفاء الحوثي وأنصاره، وهو ما سيدفع إلى مزيد من التفكك في صفوف الجماعة، التي تشهد صراعاً داخلياً حاداً، في إطار المصالح والسباق على نهب المؤسسات والمال العام، وأموال الجباية من التجار والمواطنين. ميدانياً، لقي اثنان من خبراء الصواريخ مصرعهما؛ أحدهما إيراني، والآخر لبناني في جبهة علب شمال محافظة صعدة إثر غارات نفذها طيران التحالف العربي، استهدفت غرفة عمليات ميليشيات الحوثي، وفق ما أعلنت مصادر عسكرية. وقالت مصادر إن القيادي الميداني المكنى أبو زيد مشرف الميليشيات في مدينة زبيد بمحافظة الحديدة لقي مصرعه مع شخص يدعى عبدالرحمن رسام في غارة للتحالف استهدفتهما على طريق زبيد - التحيتاء في جبهة الساحل الغربي. كما قتل القيادي في المقاومة التهامية حسن دوبلة مع خمسة من مرافقيه في انفجار عبوة ناسفة على خط حيس - الخوخة بجبهة الساحل الغربي. وفي محافظة صعدة، المعقل الرئيس للميليشيات، أفادت مصادر ميدانية باستمرار المواجهات مع القوات الشرعية في مديرية باقم. وأحكمت القوات الشرعية حصارها على منطقة آل صبحان في مديرية باقم بعد معارك ضارية دامت ثلاثة أيام، وسيطرت على «جبل البركان» و»مجلمة» وكذا تحرير «جبل المسطرة» بالكامل، بإسناد من التحالف. وأصبحت طلائع الجيش على مشارف «سحار الشام» ومثلث باقم، باتجاه سلسلة جبال آل الحديد خط الإمداد الوحيد المؤدي إلى عناصر الميليشيا المحاصرة داخل آل صبحان، وتمكنت من تدمير مخزني أسلحة وآلية كانت تحاول إيصال التعزيزات للميليشيا المحاصرة. وذكرت مصادر عسكرية أن القوات الشرعية توغلت في أول أحياء منطقة آل صبحان، ودحرت عناصر الميليشيا منها، لافتةً إلى أن عشرات العناصر من الإنقلابين قد سقطوا بين قتيل وجريح.وفي تعز، دارت معارك عنيفة بين القوات الشرعية والانقلابيين الحوثيين شرقي المدينة. وشنت ميليشيات الحوثي هجوماً كبيراً مصحوباً بتغطية نارية كثيفة على مواقع القوات الشرعية في معسكر التشريفات. وامتدت الاشتباكات إلى منطقة كلابة والأربعين، إضافة إلى مواقع شمالي مدينة تعز. Your browser does not support the video tag.