لم تكن الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المملكة وليدة الصدفة، كما لم تكن أيضاً الزيارة الخارجية الأولى لوزير الخارجية الأميركي بعد تسميته صدفة أخرى، فكلتا الزيارتين كانتا وفق تخطيط مسبق مدروس يحمل دلالات يجب التوقف عندها، فالعلاقات السعودية - الأميركية علاقات تاريخية تشمل المجالات كلها دون استثناء، والمواقف متطابقة إلى حد كبير مما يجعل من التفاهمات المشتركة أكثر دقة وعمقاً، وذات أبعاد استراتيجية. المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية عادل الجبير مع نظيره الأميركي مايك بومبيو صباح أمس، أكد على الثوابت المشتركة بين الرياض وواشنطن، وعلى تطابق وجهات النظر بين البلدين فيما يخص أمن الإقليم واستقراره، وبالتالي تنميته وازدهاره، والتأكيد على التحديات في المنطقة سواء في لبنان وسورية والعراق، أو تدخلات إيران السلبية في المنطقة، إضافة إلى الوضع في اليمن، والتركيز على الملف النووي الإيراني الذي يعد مهدداً لأمن المنطقة من نواحٍ عدة، طالما لم تتم صياغته وفق آليات تلزم النظام الإيراني الكف عن ممارساته وأهدافه التوسعية على حساب الأمن والاستقرار، وهذا ما تم الاتفاق عليه في المحادثات السعودية - الأميركية يوم أمس، فليس من المنطق أن يبقى العبث الإيراني في المنطقة دون أن يتم لجمه عبر الاتفاقات الملزمة، وبعقوبات نافذة تردعه عن ممارساته المؤدية إلى الإخلال بالأمن الإقليمي والدولي، وما المراجعة الأميركية للاتفاق برمته إلا من أجل الأمن والسلم الدوليين والحفاظ عليهما. Your browser does not support the video tag.