يقترن رد الجميل بالبُعد الأخلاقي، فمن خصائص النفس الكريمة عمل المعروف ومن خصائصها كذلك رد المعروف بصيغة أجمل وأقرب إلى تحقيق الإنصاف المعنوي بمعزل عن الصد والنكران أو التجاهل والنسيان، وحينما يقابل المعروف بهذه المعايير غير المنصفة، فإنه يكون للانحسار أقرب منه إلى الانتشار وبالتالي يٌضيق الخناق عليه وتتضاءل فرص عمل الخير من جهة وبخس لأشياء الناس من جهة أخرى، وفي ضوء ذلك يشكل الانطباع السيئ صورة سوداوية قاتمة تكتنفها الظنون السيئة عطفاً على نوعية الاستجابة تلك، فكلما قوبل العمل الطيب بالتقدير كلما أتاح المجال رحباً واسعاً لاحتضانه والاحتفاء به والعكس كذلك، واذا رافق العمل نوع من المّن على المتلقي فإن في ذلك تمرير للألم النفسي والتجريح عبر هذا النفق المؤذي، فمن ينفق ويتبع ما أنفق منّا فخير له الاحتفاظ بجميله لكيلا يزداد قبحاً عندما يرى النور، وحالة نكران الجميل وعدم رد الجميل بالشكل اللائق والمقبول إقصاء للمعروف والتوجس من فعله، وهكذا تتم محاصرته في سياق لا ينسجم بحال من الأحوال مع الأخلاق الفاضلة، اضف الى ذلك اهمية تقدير العمل في المجالات المختلفة فهو تعبير عن تقدير للجهود المبذولة وتفعيل لهذا المفهوم الرائع والذي يزيده تألقاً ولمعاناً حضوره الكثيف حينما ترادف الابتسامة الجميلة كلمة الشكر والتقدير، وبقدر ما يفرض التباين أنماطاً مختلفة من حيث المستوى في التعامل مع التقدير، بقدر ما ينتزع الإعجاب ويثير الانتباه من حين لآخر، فعلى سبيل المثال تمرير العبارات الجميلة؛ شكراً ماقصرت الله يعطيك العافية وغيرها من المعاني الجميلة تعكس سمو النفس ناهيك عن آثاره الإيجابية في تفعيل القدرات وشحذ الهمم لبذل المزيد من الجهد لاسيما في اطار علاقة المنشآت بمنسوبيها وتقوية أواصر التفاني والولاء والإخلاص، وفي مجال الاقتصاد غالباً ما يتم تداول تقدير المخاطر كمصطلح اقتصادي مرتبط باستشعار النتائج عبر التحليل والاستقراء الدقيق وفقاً لدراسة متقنة والحيلولة دون التعرض إلى هزات أو خسائر أو على أقل تقدير تحقيق الحد الأدنى منها، ولماذا لا يرادف مفهوم تقدير المخاطر تقدير الأمان أو بالأحرى المكاسب؟ وأعني بذلك إنصاف التقدير من جهة كأن يوضع في الخطة ما يرافق المكاسب من بذل وعطاء لقنوات الخير، فإذا كان التقدير للأسوأ يحتم تخصيص جزء من الأرباح لتجاوزه فإن التقدير للأحسن مقروناً بالنية الصادقة في تخصيص جزء لأعمال الخير ستصبح بإذن الله فأل خير وامتداداً لشكر المولى عز وجل على دوام نعمه، بل إن البركة ستحل بإذن الله مزيحة هواجس الخسائر وآثارها السلبية وقال نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم: "تفاءلوا بالخير تجدوه". Your browser does not support the video tag.