لا يمكن أن يكون رحيل رجل بحجم الأمير نواف بن سعد عن المشهد الهلالي أمرًا يمكن قبوله بسهولة؛ ولا شك أن الاستقالة رغم أنها لم تكن مفاجئة للكثيرين؛ إلا أنها كانت مؤلمة وصادمة للشارع الهلالي، وعكرت صفو عشاق «الزعيم»، وأخذت من وهج فرحتهم ببطولة الدوري، لولا أنَّهم سرعان ما يتذكرون أن خلف الهلال رجال لا تحكم علاقتهم بالزعيم مناصب ولا منافع، بل هو «عشق تنامى من سنين الطفولة»، وأنَّ نواف بن سعد ليس إلا أحد هؤلاء العشاق، وها هو اليوم يترجل من كرسي الرئاسة عائدًا إلى مكانه بين العشاق والداعمين، تاركًا المكان لابن الهلال البار سامي الجابر المكلف لعامٍ برئاسة الهلال، بعد أن حفر اسمه في تاريخ الهلال وقلوب الهلاليين بخمس بطولاتٍ متنوعة وكبيرة تحققت في ثلاثة مواسم، فشكراً نواف بن سعد!. أما جابر عثرات الهلال سامي فلا شك أنه في موقف لا يحسد عليه، إذ وجد نفسه يعود إلى المشهد الهلالي رئيساً يحمل كل آمال وتطلعات عشاق «الأزرق»، وهو خير من يعلم ويدرك أنَّ آمالهم وتطلعاتهم لا حدود لها، لا تتوقف ولا تنتهي، وأن نفوسهم لا تشبع من الذهب، ولا تتشبع من البطولات؛ لذلك سيكون على سامي أن يجبر كسر الهلاليين برحيل نواف، وأن يثبت بأن الكيان الذي يملك ابنًا باراً مثل سامي، ورجالًا مثل الوليد وفيصل ونواف؛ لا ينبغي له أن يقلق أو يخاف. رجالات الهلال خير من يدرك بأنَّ المرحلة القادمة مرحلة مختلفة، قد تأخذ من تأثيرهم وسطوتهم وسلطتهم، لكنهم يدركون بأنها لا يجب أن تأخذ من سطوة الهلال وزعامته، لذلك سارعوا للالتفاف حول سامي تاركين كل الخلافات والاختلافات والتحفظات التي كان (بعضهم) يحملها ضد سامي الإداري أو المدرب وقرر كل رجال الهلال الداعمين والمؤثرين أن يعلنوا وقوفهم مع رئيس الهلال سامي الجابر، أيًا كان مكانهم وأيًا كانت صفتهم، وأن يبقوا داعمين للهلال كمحبين وعشاق، وهو المنصب الذي لا يملك أحد أن يصادره منهم، والأمر الذي سيُبقي الفارق شاسعًا بين الهلال وغيره، كما كان يفعل دائمًا. لا شكَّ عندي في أنَّ سامي الجابر يملك القدرة خلال هذا العام على الحفاظ على تفوق الهلال وتوسيع الفارق الفني والإداري بينه وبين البقية، متسلحاً بخبرته الطويلة في الملاعب لاعبًا وإداريًا ومدربًا، لكنه بحاجة فقط لثقة الهلاليين بكل أطيافهم، وأن يتأكدوا أنَّ سامي لا يمكن أن يضرَّ الهلال، وأنَّ وقفة رجالات الزعيم وجماهيره وثقتهم هي الطريق الأقصر والأسرع نحو المنصات واستمرار الزعامة، فقط امنحوه القليل من الوقت والكثير من الثقة. قصف * (ثلة) من الهلاليين لديهم مشكلة مع سامي منذ أن كان لاعبًا، ورغم أنهم ينكرونها دائمًا إلا أنها أثرت في تعاطيهم مع سامي الإداري والمدرب، وتظهر اليوم في تعاطيهم مع سامي الرئيس وتربصهم به، أولئك خطرهم على الهلال أكبر من خصومه. *في نظرهم.. الهلال هو من يجب أن يحقق الآسيوية التي غابت عنها جميع الأندية السعودية منذ 2005م، والهلال هو من يجب أن يكون بلا ديون ولا قضايا، وهو من لا ينبغي لهيئة الرياضة أن تدعمه وتساعده أسوة ببقية الأندية، كم يرون هذا الهلال كبيراً وشامخًا.. لطالما اعترفوا بذلك من حيث أرادوا الانتقاص منه والتشكيك به. *الأرقام والدراسات والإحصاءات الدقيقة والرسمية أكدت مراراً أنَّ الهلال هو الأكثر شعبية بين الأندية السعودية، حقيقة لا يمكن أن يغيرها تصويت في برنامج فضائي أو موقع تواصل. Your browser does not support the video tag.