في إطار اهتمام المملكة بتكريم الرموز والأعلام من الرجال والنساء، الذين قدموا أعمالاً جليلة في سبيل خدمة الإنسانية، وكذلك دعمها الدائم للمتفوقين والمبدعين والمبتكرين في شتى المجالات، وتشجيعها للناشئة على التفوق والتألق والتميز في مختلف المراحل العمرية، فقد أُنشئت جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة، وسطع نجمها في سماء بلادنا الحبيبة، وأصبحت صرحاً شامخاً من صروح العطاء والنماء. وعلى الرغم من وجود العديد من الجوائز في المملكة التي تدعم التفوق والإبداع في كافة ميادين العلم والتعليم، وكذلك مجالات الإعاقة المختلفة، إلا أن هذه الجائزة تتفرد بكونها الجائزة الوحيدة التي تستهدف المتفوقين والمبدعين من طلاب وطالبات التربية الخاصة بوزارة التعليم في المملكة، وتدعم التميز في مجال تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال جائزة أخرى تتفرع من الجائزة الرئيسة تسمى: (جائزة التميز) تمنح للمميزين من العاملين في التربية الخاصة وغيرهم من المعنيين بهذا النوع من التعليم. وبعد مضي سنوات من العطاء على تأسيس هذه الجائزة، رأى القائمون عليها ضرورة التعرف على الآثار النفسية والاجتماعية والأكاديمية والمعرفية التي تتركها الجائزة على الفائزين بها من الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم، وذلك من خلال دراسة علمية موثقة، إيماناً منهم بأهمية الدور الذي يلعبه البحث العلمي في تنمية التفوق والإبداع والابتكار لدى أفراد المجتمع بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة. وهدفت الدراسة إلى التعرف على أثر جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة على الفائزين بها في الجوانب (المعرفية، الأكاديمية، النفسية، والاجتماعية)، والاختلاف في أثر جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة على الفائزين بها باختلاف متغير: جنس الفائز، والمرحلة الزمنية، والمرحلة الدراسية، ومجال الجائزة، وفئة الإعاقة، والبيئة التعليمية، والاختلاف في أثر الجائزة على الفائزين بها في الجوانب (المعرفية، الأكاديمية، النفسية، والاجتماعية) من وجهة نظر الطلاب وأولياء أمورهم. وقد توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج من أهمها وجود أثر فاعل وإيجابي للجائزة على الطلاب الفائزين بها في الجوانب التالية بالترتيب: الأثر النفسي في الترتيب الأول، يليه الأثر الاجتماعي، ثم الأثر الأكاديمي، وفي الترتيب الرابع والأخير الأثر المعرفي. وهذه النتيجة تؤكد على أهمية الآثار النفسية التي تتركها الجائزة على الطلاب والطالبات الفائزين بها فيما يتعلق بتقبل الذات، والثقة بالنفس، والنظرة الإيجابية للمستقبل، والشعور بالفخر والانتماء، وقد عبَّر أولياء أمور هؤلاء الطلاب والطالبات - من خلال المقابلات الشخصية - عن رضاهم، بل وفخرهم واعتزازهم بالجائزة والآثار الإيجابية التي لمسوها خلال دوراتها المتتالية. تكون أفراد مجتمع الدراسة من جميع الطلاب والطالبات الفائزين بالجائزة، وعددهم (480) طالباً وطالبة، وأولياء أمورهم من الدورة الأولى 1425ه إلى الدورة الثانية عشرة 1437ه في المملكة، وقام فريق الدراسة بإرسال أداة الدراسة (الاستبانة) إلكترونياً إلى أفراد الدراسة ومتابعة وصولها، وقد بلغ عدد الاستبيانات العائدة (150) استبانة للطلاب بنسبة (31.25 %)، و(171) استبانة لأولياء الأمور بنسبة (35.41 %). وقد طبق على أفراد الدراسة استبانة أثر الجائزة "نسخة الطلاب، ونسخة أولياء الأمور"، والتي تكونت من محورين: المحور الأول تضمن البيانات الأولية للطالب/ الطالبة مثل: الجنس، المرحلة الدراسية، فئة الإعاقة، البيئة التعليمية، مجال الجائزة، والمرحلة الزمنية للجائزة. واشتمل المحور الثاني على (26) عبارة تغطي أربعة أبعاد (الآثار المعرفية والآثار الأكاديمية والآثار النفسية والآثار الاجتماعية)، وإجراء المقابلة الشخصية مع (35) من أولياء أمور الطلاب والطالبات. وباستخدام المنهج الوصفي التحليلي، توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج، أهمها ما يلي: وجود أثر فعال وإيجابي لجائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة على الفائزين بها في الجوانب التالية بالترتيب: الأثر النفسي في الترتيب الأول، ويليه الأثر الاجتماعي، ثم الأثر الأكاديمي في الترتيب الثالث، وفي الترتيب الرابع والأخير الأثر المعرفي. وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (p0.05) بين متوسطي درجات الذكور والإناث على بُعد الأثر النفسي، حيث بلغت قيمة "t" المحسوبة (01,2) وذلك لصالح الإناث. وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى (p0.05) بين متوسطات درجات الطلبة وفقاً لسنوات الفوز بالجائزة على جميع الأبعاد (الأثر المعرفي، والأثر الأكاديمي، والأثر النفسي، والأثر الاجتماعي)، والدرجة الكلية، وذلك لصالح الدورات من (العام 1435ه إلى العام 1437ه). عدم وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى (p0.05) بين متوسطات درجات طلبة المراحل (الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية) على جميع الأبعاد (الأثر المعرفي، والأثر الأكاديمي، والأثر النفسي، والأثر الاجتماعي)، والدرجة الكلية. وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (p0.001) بين متوسطات درجات الطلبة وفقاً لمجال الجائزة (حفظ القرآن وتجويده، والتفوق الدراسي، والإبداع العلمي، والإبداع الأدبي، والإبداع الفني) على جميع الأبعاد (الأثر المعرفي، الأثر الأكاديمي، الأثر النفسي، والأثر الاجتماعي)، والدرجة الكلية، وذلك لصالح حفظ القرآن وتجويده، والإبداع العلمي. عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين برامج التربية الخاصة ومعاهد التربية الخاصة على الأبعاد (الأثر المعرفي، والأثر الأكاديمي، والأثر النفسي، والأثر الاجتماعي)، والدرجة الكلية. عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات الفائزين واستجابات أولياء الأمور في أثر الجائزة على الأبعاد (الأثر المعرفي، والأثر الأكاديمي، والأثر النفسي، والأثر الاجتماعي)، والدرجة الكلية. * عضو مجلس الشورى - المشرف العام على الجائزة Your browser does not support the video tag.