المصريون يسجلون أول حضور للعرب.. وروسيا تشهد الأكثرية لا يبدو للحياة الرياضية طعم، متى خلت من المنافسة والإثارة، تماماً كانت كرة القدم هكذا، فمع حداثة ولادتها وانتشارها بين الدول، ابتدأت الساحرة المستديرة تتدحرج فوق أتربة الملاعب، تتقاذفها أقدام المهاجمين، وتقفز لها أيادي الحراس، لكن هذه المنافسات لا تتجاوز حدود الدول، ولم تفتح بعد خطوط التواصل فيما بين الشعوب، بقيت كل دولة تلعب مبارياتها منعزلة عن الدول الأخرى. "الرياض" تفتح ملفات بطولة كأس العالم من أول نسخة وحتى آخر بطولة عام 2014 البرازيل لسرد تاريخها، وتقلباتها والمنعطفات التي مرت بها، والمنتخبات المشاركة، وعن اللاعبين الذين تقلدوا ميداليات البرونز وكان لهم صولات وجولات، والمدربين الذين كان لهم نيل شرف البطولة مع منتخبات بلدانهم، والدول التي حظيت بشرف الاستضافة، وأغرب الأحداث، وتصاعد عدد المنتخبات بين بطولة وأخرى وخطوات التطوير، وكيف واجه الرياضيون فكرة إقامة البطولة، وماهي الجهة التي رفضتها خشية أن تسحب البساط وتؤثر على المنافسات الأخرى. أول مباراة دولية في عام 1872م شهد العالم أول مباراة دولية بين منتخبين مختلفين، على ملعب نادي غرب اسكتلندا للكريكت، إذ حل منتخب انجلترا ضيفاً على اسكتلندا في 30 نوفمبر عام 1872م أمام أربعة آلاف مشجع، دفع كل واحد منهم مبلغ شيلينع انجليزي، وإعفاء السيدات من دفع المبلغ، المباراة الودية الأولى انتهت بالتعادل صفر-صفر. ولأن فكرة الانتقال بكرة القدم خارج حدود الدول، كانت فكرةً جيدة وأضفت حماساً وإثارة على اللعبة، جاءت خطوة إقامة أول بطولة دولية عام 1884م، تحت مسمى البطولة البريطانية بمشاركة منتخبات إنجلترا وإيرلندا وإسكتلندا وويلز، وتوجت فيها إسكتلندا بطلاً للكأس. كانت ريادة البطولات آنذاك للمنافسات الأولمبية، لذا كانت فكرة تأسيس اتحاد دولي خاص لكرة القدم، هي فكرة صائبة ومحفزة للكثير من الدول، وفي عام 1904م جاءت فكرة ولادة كأس العالم في اجتماع شهدته العاصمة الفرنسية باريس، ضم سبع دول وهي فرنسا والدانمارك وبلجيكا وسويسرا وهولندا والسويد وأسبانيا، إلا أن هذا الاجتماع ذهبت نتائجه أدراج الرياح، بعد رفض اللجنة الأولمبية الدولية فكرة إقامة البطولة، ويبدو أن الرفض جاء خشية أن يسحب البساط من تحت أقدام المنافسات الأولمبية. ريميه يحيي الفكرة ظلت كرة القدم بلا بطولة عالمية حتى عام 1921م حين تقلد المحامي الفرنسي جول ريميه مقاليد رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، ليعيد من جديد فكرة إنشاء بطولة دولية، ولم يتوقف عند مجرد إطلاق الفكرة، بل بادر لتكون واقعاً ملموساً في ملاعب كرة القدم، وظل لسبعة أعوام يسير باتجاه تطبيق فكرة البطولة العالمية في ملاعب الكرة، وعام 1928م نادى ريميه لاجتماع في مايو ليعلن رسمياً ولادة بطولة كأس العالم، مع تعهد الاتحاد الدولي بسن قوانين للبطولة إضافة للمكافآت والمحفزات لها، واختار ريميه اسم كأس النصر ليكون الاسم الخاص بالبطولة. عام 1930م ظفرت الأوروغواي باستضافة أول بطولات كأس العالم، ولم يكن لها منافسٌ شرس على ملف الاستضافة، باعتبار البطولة فكرة جديدة أطلت على كرة القدم، ولأنها حديثة الولادة فقد دُعيت جميع المنتخبات المقيدة لدى سجلات الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" للمشاركة فيها، ودفع بالأوروغواي لاستضافة البطولة تاريخها الكروي المميز، وكانت إحدى أبرز المنتخبات النشطة كروياً والأكثر تتويجاً. بوزن 3.8 كيلو جرام، نحت النحات الفرنسي أبيل لافلور كأساً فضية، تم طلاؤها بالذهب ووضع له قاعدة زرقاء من الأحجار شبه الكريمة "لازورد"، هي الكأس التي أطلق عليها اسم الفرنسي جول ريميه، لتكون العوض الذي يحصل عليه بطل كأس العالم، - منتخب الأوروغواي- أول الأبطال المسجلين في قائمة أبطال المسابقة، مثلما جاء منتخبهم كأول المستضيفين للحدث العالمي. الحرب توقف البطولة حين توجت إيطاليا نفسها بطلة للعالم، عام 1938م، توقفت البطولة لمدة 12 عاماً بسبب الحرب العالمية الثانية، وما تلاها من أضرار لحقت بالدول، مما جعل الكأس الذهبية تبقى في إيطاليا، وكانت هدفاً تبحث عنه العصابات لسرقتها والانتفاع بالذهب الموجود بها، لكن حنكة نائب رئيس اتحاد كرة القدم الإيطالي اوتورينو باراتسي أنقذت الكأس، فقد خبأها تحت سرير نومه بعد أن وضعها داخل علبة أحذية، ليبعد عنها أنظار اللصوص ونجح في ذلك، فقد بقيت الكأس في حوزته 12 عاماً قبل أن يسلمها لاتحاد الكرة الدولي قبل مونديال 1950، الكأس فقدت مرةً أخرى عام 1966م حين كانت البطولة تلعب في إنجلترا، وعُثر على الكأس من خلال كلب بوليسي استدل عليها مدفونة تحت شجرة في حديقة عامة، وحين اختفت عام 1983م في ريو جانيرو البرازيلية، لم يستطع أي كلب بوليسي أن يستدل عليها أو أن يخبأها أحد المسؤولين بمنأى عن العصابات، فقد قامات العصابة التي سيطرت عليها بإذابتها والانتفاع بالذهب لتضطر البرازيل لطلب نسخة أخرى منها. السياسة تتدخل على الرغم من محاولات الاتحاد الدولي، في أن تبقى كرة القدم بعيدة عن الصراعات السياسية، إلا أن هذه المحاولات تفشل في كل مرة، كانت مباراة إنجلتراوالأرجنتين في ربع نهائي مونديال 1966م، واحدة من المواقف التي أثرت فيها السياسة على الرياضة، فحين سجل الإنجليزي جيوف هورست هدف التقدم في شباك الأرجنتين، ضج لاعبو "التانغو" أمام حكم المباراة مطالبينه بإلغاء الهدف بداعي التسلل، وأمام تمسك الحكم بموقفه انفعل قائد الأرجنتين أنتونيو راتين وطرد بعد مشادة كلامية مع الحكم، لكنه رفض الخروج قبل أن يتدخل رجال الأمن لإخراجه من الملعب، ومع نهاية المباراة انطلق مدرب إنجلترا أولف رامزي ليمنع لاعبيه من تبادل القمصان مع لاعبي الأرجنتين الذي وصفهم بالحيوانات على خلفية الخلافات السياسية بين البلدين، قبل أن تندلع الحرب بينهما. مصر تفوز بالأولوية تعتبر مصر أول منتخب عربي يتأهل إلى كأس العالم 1934 في إيطاليا، وسجل منتخب المغرب اسمه كثاني منتخب عربي في كأس العالم بالمكسيك 1970، ثم غاب العرب ثمانية أعوام عن التظاهرة العالمية قبل الظهور من جديد عام 1978 بالارجنتين من خلال المنتخب التونسي ثالث منتخب عربي يتأهل، وأول مرة يتأهل فيها منتخبان عربيان هما الكويت عن عرب آسيا والجزائر عن عرب أفريقيا عام 1982 في إيطاليا، وشهدت هذه البطولة غضبا عربيا واتهامات لألمانيا والنمسا بالتواطوء ضد تأهل الجزائر حتى اسموا مباراتهما بالمواجهة المشؤومة. وفي نهائيات كأس العالم 1986 بالمكسيك حضر لأول مرة العراق من آسيا، وشهدت مباراته مع البارغواي إلغاء هدف عراقي صحيح أحدث ضجة كبيرة، وكان "أسود الأطلس" أول فريق عربي يتعدى المرحلة الأولى في تاريخ العرب وتقابل في الدور الثاني مع ألمانيا وخسر 1 - صفر بعد التعادل صفر-صفر حتى الدقيقة 87 وشهدت كأس العالم 1990 في إيطاليا تأهل المنتخب الإماراتي لأول مرة. الحضور السعودي لأول مرة في كأس العالم عام 1994 بأميركا، كان الحضور السعودي لأول مرة في النهائيات، ومنها انطلق إلى دور ال16 وخرج أمام السويد بنتيجة 3-1، وفي مونديال 1998 تكرر ماسأة 1982 وهذه المرة بطلها البرازيل الذي حرم أسود الأطلس من استحقاق التأهل إلى الدور الثاني، ولأول مرة في النسخة المقبلة 2018 تتواجد أربعة منتخبات عربية هي السعودية ومصر والمغرب وتونس. الأوروغواي أول منتخب يظفر باللقب طرد أنتونيو راتين في مباراة الأرجنتينوانجلترا عام 1966 جول ريميه صاحب فكرة البطولة أول كرة استخدمت في مونديال 1930 جيلما سانتوس يمسك كأساً مقلدة بعد سرقة الأساسية بالبرازيل 1958 Your browser does not support the video tag.