كتبها عراب الأغنية الوطنية وروحها وأميرها بدر بن عبدالمحسن قبل أكثر من 30 عاماً، ك"ترنيمة قدر". وأنشدها أحد العلامات البارزة في تاريخ الوطن وجغرافيته، وكان لحنها في صميمنا وطناً نذوب فيه عشقاً وطرباً. جسدت مثال الوطن الذي كناه وسنكونه. رسختْ في الأذهان وتناقلتها الأجيال. تحولت إلى إيقونة الزمان والمكان والإنسان. في كل موقع يرفرف فيه العلم الأخضر تحضر. عند كل مناسبة فرح خضراء وبيضاء تصدح أنغامها. وعلى إيقاعها تقدمت ورقصت كل خطوة حماس وقفزة نهضة ووثبة حميّة. فوق هام السحب وإن كنتي ثرى.. فوق هام السحب. فوق عالي الشهب يا أغلى ثرى.. فوق عالي الشهب. مجدك لقدام.. وأمجاد ورى. وإن حكى فيك حسادك ترى. ما درينا بهرج حسادك أبد.. أنتي ما مثلك بهالدنيا بلد. وهل يملّ أحد من ترديدها! لم تكن مجرد أغنية. بل هي أقرب إلى أنشودة وحدة. ظلت في مخيلتنا علامة. نعرف عند وقوفنا عندها، أننا وصلنا بكل ما نحمله من موروثات إلى نقطة لقاء وطنية صافية، لا تشوبها اختلافات ولا يحدها فضاء. لم يتأخر وقوعها. لكنها ظلت تختمر في النفوس، وتسمو بالتطلعات. تحلّق لحناً ومعنى في سمائنا. في انتظار صنّاع الأقدار وقادة التاريخ، لأخذ حاضر الوطن نحو هذا القدر. هذه ال"طموحات التي حدودها عنان السماء". أحببنا جميعاً رمزيتها إلى طموحات وطن لا حدود لها ولا سقف، وكان قائدنا الملك سلمان مثلنا تماماً. لا يمل سماعها ويطلب عزفها وترديدها في كل مناسبة وعند كل فرصة، ثم بعد هذا ليس مفاجئاً وإن كان مذهلاً، أن يجيء عرّاب الرؤية وروحها. ابن الوطن المعجون بتاريخه وأحلامه وأغانيه الأمير محمد بن سلمان، فينفث الروح في ترنيمة القدر. ويرفع واقع الوطن فوق هام سحب الحلم والأمل. ويعيد إلينا تعريف هذه الأسطورة الموسيقية الخالدة. وها نحن اليوم. وطننا يعانق السماء، وأقمارنا/أمجادنا تناطح الشهب، من مقر شركة لوكهيد مارتن في نقطة المستقبل في وادي السليكون بمدينة سان فرانسيسكو الأميركية، حيث انطلاقة قصيدة حلمنا المنقوشة على آخر قطعة ستركب في القمر الاصطناعي السعودي قبل إطلاقه "فوق هام السحب". Your browser does not support the video tag.