في وقت تسعى فيه حكومة المملكة العربية السعودية - وفقها الله لكل خير - سعياً حثيثاً بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - إلى الرقي بالدولة والارتقاء من خلال رؤية المملكة 2030 عبر خطوات مدروسة، ومن هذه الخطوات نظام المخالفات المرورية، إذ بأصداء تعارض، وآراء ترفض تارة بحجة أن هذه المخالفات ترهق المواطن مادياً، أو عدم تأهيل السائق قبل الشروع في تطبيقها تارة أخرى، وكأن هذه المخالفات تفرض فرضاً، أو كأننا ما زلنا نجهل أساسيات القيادة بعد قرن من الزمان! ليت شعري هل هذا شعور الرضا بما وصلنا إليه من تخلف؟ حيث لا دين يردع ولا خلق يمنع، عجباً لهؤلاء ألم يروا المقابر وقد غصت، والمشافي وقد ازدحمت، فكم روح عزيز في حادث رحلت، وكم إعاقة من تهور حلت، فما منا بيت إلا وفيه ضحية أو أكثر؛ والسبب حادث مروري والله المستعان، وهذا مستشفى النقاهة شاهد عيان نسأل الله تعالى الرحمة للموتى والشفاء للمرضى، ناهيك عن آثار نفسية وأضرار مادية وإلى الله المشتكى. نحن - إلا من رحم ربي وقليل ما هم - عندما نقود السيارة نلبس لبلس الأنانية، فكل سائق سيارة يعتقد أن الطريق ملكه وحده يتصرف فيه كيفما يشاء دون مراعاة لحياته ولا مبالاة بحياة الآخرين، فمن يشاهدنا ونحن نقود السيارة وهو غريب عن بلدنا سيحكم علينا لا محالة بأننا عشوائيون. ويوماً بعد يوم والأمور تزداد سوءاً وتعقيداً، فلا نلمس تطوراً ولا نرى جديداً، والمضحك المبكي أن الواحد منا إذا سافر إلى بلد من البلدان سواء القريبة كانت أم البعيدة رجع وهو مذهول بما شاهد من سير بنظام وانتظام، سعيد بما فعل من قيادة بأدب واحترام، متسائلاً لماذا لا يرى ما رأى في بلدنا؟ ولماذا لا يصنع ما كان يصنع إبان كان مسافراً؟ إني - والذي نفسي بيده - أترقب بشوق عظيم يحدوه أمل كبير أن يأتيني يوم أقود فيه سيارتي مستمتعاً بالقيادة محترماً ممن يشاركني الطريق، ولن يتأتى ذلك ويتحقق بعد مشيئة الله إلا عندما ترى المخالفات النور، فنناشد ولي الأمر - أدام الله عزه - وهو الذي لا يألو جهداً ولا يدخر وسعاً فيما فيه نفع المواطن وسعادته الإسراع بتطبيق نظام المخالفات المرورية بشدة وحزم وصرامة دون أدنى تهاون أو تراخٍ أو محاباة، فنحن اليوم في راحة ما لم نركب السيارة، فإذا استوينا على ظهر السيارة فحدث ولا حرج، توتر وعصبية وتعكر مزاجية، وكأننا نركب دبابة حرب لا سيارة نقل، والأصداء المعارضة والآراء الرافضة هي أول من يعرف حجم المصيبة وفداحة الخطب، ولكن جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً، فالحل الأمثل والعلاج الأفضل يكمن في ما سبقتنا إليه الدول المجاورة ألا وهو التطبيق الصارم والتنفيذ الحازم لنظام المرور كي ننعم جميعاً بالقيادة. Your browser does not support the video tag.