تركت الحركات والإشارات الاستفزازية في الملاعب السعودية لكرة القدم حالة من الجدل، للتعصب والاحتقان بين اللاعبين والجماهير في المدرجات، عاكسة بذلك المشكلات بين المتنافسين خصوصاً عند الاحتفال بعد تسجيل الأهداف، فضلاً عن بعض الحركات غير الأخلاقية على الرغم من مناداة الرياضيين بأهمية الالتزام بالمثالية والتحلي بالروح الرياضية بعيداً عن الانفعال والمشادات الكلامية التي تشعل غضب الإعلام والمشجعين وتوتر العلاقة بين الأندية واللاعبين، وتنتهي ببعض القرارات الانضباطية، الاتهامات باتجاه اللجان بالتحامل بالعقوبات، والتباين في اتخاذها ومدتها وحجم الغرامة المالية. وتلعب حركات الجسد في أحيان كثيرة دوراً كبيراً في التأجيج والإرباك للخصم وهذا ما يستفز الجماهير بصافرات الاستهجان للرد على الانفعالات بعبارات الاستهجان، والخروج عن النص، وخارجياً برعت إيران في تحدي قرارات الاتحادين الدولي والآسيوي، وتهديد أمن الفرق والمنتخبات الزائرة حتى اضطر «الفيفا» لمنع مباريات بعض الفرق في إيران حفاظاً على سلامة البعثات من الهمجية الإيرانية، وضرب الروح الرياضية بعرض الحائط، خصوصاً تجاه الأندية السعودية وسط موقف عاجز من الاتحاد الآسيوي بقيادة البحريني آل الشيخ سلمان آل خليفة الذي يبدو أنه ترك الأمر لبعض اللجان التي تقدر الموقف حسب المصالح، ونفوذ بعض الاتحادات داخل الاتحاد القاري من دون مراعاة لأهمية أمن الملاعب وإقامة المباريات وسط أجواء أكثر أمناً وتركيز على مباريات كرة القدم بعيداً عن الشعارات المناهضة. عن هذه الإشكالية يقول عضو الاتحاد السعودي السابق عبدالعزيز القرينيس: «الاختلافات لا يجب أن تتحول إلى خلافات واستفزازات، والمنافسة الرياضية يجب أن تبقى داخل الملعب، ومهم أن يبقى المجتمع الرياضي متآخٍ بعيداً عن الإهانة مهما طغى الشد العصبي سواءً داخل الملعب أو خارجه بين الجماهير لذلك على الجميع لعب دوره بالتوجيه والتنظيم والمساعدة على بيئة صحية رائعة في الملاعب السعودية». وأكد المدرب الوطني حمد الخاتم أن استفزاز المنافس يصنع الخلافات والنزاعات والمشاحنات سواءً عن طريق الاحتفال بطريقة هستيرية أمام المنافس بعد تسجيل الأهداف أو استعراض المهارات الفردية في حال الفوز بالنتيجة مما يحرك انفعالات الفريق الآخر، ويصنع العنف والخشونة وبالتالي تطغى الآثار السلبية على أحداث المباراة». وأكد الإعلامي أحمد المصيبيح على أن الاستفزازات تحدث حتى خارج الملعب بسبب بعض البرامج الإعلامية المتعصبة مما يثير استفزاز جماهير فريق ضد الآخر لكسب اهتمام شريحة معينة بالانحياز للبرنامج، وبالتالي تكون الأجواء مشتعلة بين الأطراف من إعلام وجماهير ولاعبين للرد على المهاترات، وقال: «كل هذه الأحداث كانت في السابق، لكن مع رئيس الهيئة العامة للرياضة المستشار تركي آل الشيخ تغير كل شيء نحو الأفضل بعد رصد المخالفات والتركيز على تكريس القيم والمبادئ وتعزيز الاحترام بين الجميع بعيداً عن التعصب والاستفزاز المقيت». شددوا العقوبات طالب المدرب السابق لنادي الفتح أحمد السعود بتشديد العقوبات من لجنة الانضباط والأندية تجاه اللاعبين واحترام المنافس، وعدم الخروج عن النص في حالة الاحتفال من خلال وضع الإصبع على الشفاه للتعبير للمشجعين بالصمت أو حركة النحر وإخراج اللسان، كل هذه الحركات تستفز الجماهير بالهتافات العدائية المضادة، وبالتالي تعرقل حركة التطور الرياضي، وهذا خلاف ما ينشده المسؤولون عن الحركة الرياضية في بلادنا». ويقول المدرب السعودي يوسف الغدير: «على الرغم من صرامة قرارات لجنة الانضباط تجاه السلوك المشين الاستفزازي إلا أننا نرى العديد من اللاعبين يخرجون عن النص باستفزاز الجماهير والفريق المنافس والمدرب بإشارات مرفوضة مما يسبب زوبعة للسلوك الذي يتنافى مع الروح الرياضية». وشدد المحلل الرياضي لقنوات السعودية أحمد الملحم على أن بلدنا تتخذ من الرياضة رسالة حب وسلام؛ لنشرها في العالم أجمع في حين أن بعض الاستفزازات تطغى أحياناً على منافسات كرة القدم، وما يحدث في منافسات كرة القدم الآسيوية من الجماهير الإيرانية أبلغ دليل تجاه أنديتنا في المشاركات القارية برفع الشعارات الدينية والسياسية تجاه المنافسين دليل ترهيب وتخويف، والاحترام الرياضي لابد أن يكون موجوداً وقائماً، والمراقبون الدوليون لابد من قيامهم بدورهم على أكمل وجه من خلال رصد الأحداث بدلاً من الاستفزازات، ونقل المواجهات السعودية - الإيرانية على أرض محايدة دليل على أن الوضع شائك، ولا يمكن السيطرة عليه من الأمن الإيراني لحماية أرواح فرقنا في المنافسات الرياضية. الجماهير لا تتقبل الهزائم قال الإعلامي إبراهيم الجريسان: «من المهم أن تسود الروح الرياضية جميع المنافسات والعلاقات بين الرياضيين بعيداً عن الانفعالات والاستفزازات، وبعض الجماهير الرياضية ترفض الخسارة، ولا تقبل فيها بروح رياضية من الفرق الأقل شعبية، وما حدث من جماهير النصر بالاحتجاج على خسارة الباطن، ورمي الباص بالحجارة دليل على استفزاز الجماهير، ونتيجة عدم الرضا على العرض الباهت لكن على تلك الفئة من الجماهير أن تعترف أن الرياضة فوز وخسارة، بعيداً عن السطحية والتفكير بوعي من أجل مستقبل رياضي أفضل لكافة الأطراف. وتطرق لاعب هجر والمحلل بالقنوات الرياضية عبدالعزيز الضويحي أن الدولة تستغل الرياضة أفضل استغلال لنشر السلام في العالم، خلاف بعض الدول التي تستغل القضايا السياسية في كرة القدم لصنع المشكلات، وإيجاد مشهد رياضي مشوهاً للمساهمة في التضليل الذي يستفاد منه بطريقة مختلفة، ومثال ذلك عندما ارتدى لاعبون من منتخب قطر قمصاناً لتميم بن حمد في إحدى المباريات الدولية، وهي صورة تتنافى والتعليمات الرياضية الدولية، وقد هدد «الفيفا» باتخاذ أقسى العقوبات للسلوك غير الرياضي. Your browser does not support the video tag.