يمثل الشعر والرسم تصاهر وامتزاج الرؤية والفكر وترتبط مع بعضهما بالإحساس رغم اختلاف اللغة التعبيرية بينهما وتخرج في نهاية المطاف بصورة ذهنية واحدة لدي المتلقي وترتقي بالذائقة الفنية والجمالية لديه عن طريق الأذن شعراً والعين رسماً، لتكشف للذائقة لوحة فنية في قالب شعري أو قصيدة شعرية في قالب فني تشكيلي.. "إبداع بلغتين" وقد أوضح مدير جمعية الثقافة والفنون بالطائف فيصل الخديدي أن الشعر والرسم هي مخرجات لإحساس ومشاعر وفكر مبدعين لقضايا إنسانية أو اجتماعية ربما تشترك في الفكر والإحساس ولكنها تختلف في لغة التعبير بين لفظية في الشعر وبصرية في الرسم وفي الوقت ذاته يعد الشعر رسماً بالكلمات والرسم قصائد باللون والأشكال ، كما أن المحسنات الشعرية والعلاقات بين الكلمات والجمل الشعرية تقابلها علاقات فنية وجمالية ولونية في الرسم فهي جميعها مخرجات لإحساس اتفق في الإبداع واختلف في لغة التعبير. "توأمان مختلفان" وقال الشاعر سعيد الشهيب: إن الشعر والرسم توأمان أحدهم مرئي والآخر سمعي، موضحا أنهما يجتمعان ويختلفان.. فيجتمعان في صورة التعبير مع اختلاف الأدوات، أما طبيعة الاختلاف فتتمثل في كون الشعر أكثر شيوعا بين الناس. وأشار إلى أن الشعر شيء غير ملموس لا يمكن لمس عناصره سواء في أدواته التي هي الفكر واللغة أو في فضائه الذي هو الخيال، والشعر أيضاً يتعدى حدود الشاعر ويصل إلى حدود الرواة ونفسه أطول فهو ينتقل من لوحة إلى لوحة أخرى في تناسق وسبك وحبك لا يزيد شكله إلا جمالاً. أما الرسم فهو غير قابل للخروج عن حدوده الورقية ولا أعتقد أنه في نفس اللوحة يعطي أكثر من تعبير واحد لحاله معينة. "جسد وروحان" ونوه الشاعر خالد الحارثي رئيس الشعر الشعبي بجمعية الثقافة والفنون بالطائف أن العلاقة بين الشعر والرسم التشكيلي هو أن المتذوق للشعر يستطيع أن يلون بريشته الصورة ليضع البعد البصري للقصيدة، ويجسد العشرات من أبيات الشعر في لوحة تشكيلية متقنة. فمثلا لو أخذنا قصيدة تصف جمال الخيل وصفاتها الجسمية نجد أن التشكيلي المتذوق للشعر يستطيع صياغة هذا الجمال من خلال اللوحة والريشة والألوان وكذلك الشاعر المتمكن يستطيع أن يستشف من خلال روحه أجمل الأبيات وأرق القوافي من خلال وصف صورة ليتحفنا بقصيدة ذات أبيات متعددة في وصف الصورة. مؤكداً أن علاقة الفن التشكيلي والشعر علاقة روحين في جسد واحد. خالد الحارثي سعيد الشهيب Your browser does not support the video tag.