أجمعت الدراسات والأبحاث المتخصصة في مجال الموارد البشرية على الأهمية القصوى لرفع معنويات الموظفين وتحسين أدائهم، والذي يتم من خلال تطبيق سياسات التحفيز التي تعمل على دفع الموظفين للعمل بحيوية ونشاط وفعالية وانعكاس ذلك على الأداء الوظيفي، وقد جمع أحد الباحثين أهم أهداف رفع المعنويات وتحفيز الموظفين فيما يلي: تحسين الإنتاجية والأداء، الاحتفاظ بالموظفين المميزين، تشجيع الابتكار والإبداع، مواجهة أزمات ومشكلات العمل. والمدير الناجح هو الذي يستعين بطرق مبتكرة ذات فعالية لتحفيز موظفيه ورفع معنوياتهم والوصول إلى أفضل ما لديهم من إنتاج في بيئة عملهم، وبما أن هناك طرقًا عديدة لعملية التحفيز فإنه يقع على عاتق المدير اختيار ما يناسب موظفيه منها. الجدير بالذكر أن عملية رفع معنويات الموظفين وتقديم الحوافز لهم مشروطة بعدد من الأمور التي تضمن نجاح تأثيرها ومنها: أن تكون الحوافز مرتبطة بأهداف العاملين والإدارة على حد سواء، أن تكون الحوافز مناسبة للوقت الذي يتم تقديمها فيه، ضمان استمرارية الحوافز، اتصاف سياسة الحوافز بالعدالة والمساواة، مناسبة الحوافز لأداء الموظف. وتتعدد أساليب رفع معنويات الموظفين وتحسين أدائهم، فمنها ما هو مادي، ومنها ما هو معنوي، ومن بين تلك الأساليب: توضيح رؤية الشركة وأهدافها للموظفين في أول مقابلة عمل لهم، فإن ذلك يجعلهم يتحمسون لتحقيقها، ويكسر لديهم حاجز الرهبة والخوف، كما أنه يساعد الموظف على ترتيب أفكاره وأولوياته، تقدير الموظفين واحترامهم ومشاركتهم مناسباتهم المختلفة، تقديم مزايا مفيدة للموظفين المتعلقة على سبيل المثال بالخدمات الصحية أو توفير وسائل النقل أو الوجبات المجانية أو تمكينهم من تطوير أنفسهم ذاتيًا من خلال منحهم فرصًا للتدريب وحضور الدورات، المكافآت المادية للموظفين المميزين مما يشجع الآخرين على التحمس للعمل بصورة أكثر جدية، يمكن أيضاً منحهم جزءًا من الأرباح. إضفاء المتعة على بيئة العمل كإقامة الحفلات، وعقد المسابقات، وتخصيص قاعات لممارسة الرياضة على سبيل المثال، عقد اجتماعات دورية مع الموظفين تتسم بالشفافية، وتعتمد على لغة الحوار والتعرف على ما يدور في أذهانهم، والتعامل معها بمصداقية، والاطلاع على مدى رضاهم الوظيفي. ويلخص «اندرو فاس» الباحث الكندي في مجال الإدارة وبيئات العمل مهمة المدير الذي يرغب في رفع معنويات الموظفين وتحسين أدائهم بأن عليه أن يضع نفسه مكانهم، ويتأمل في نفسه وكيف يريد أن يعامله رئيسه في العمل، ويطبق ذلك على موظفيه. حين يعلم المديرون أن أمزجة الموظفين تؤثر تأثيراً مباشراً على كفاءة إنتاجية العمل، وأن الروح المعنوية المنخفضة تصبح أكبر عائقٍ أمام تحقيق أهداف الشركة، فإنه يجدر به أن يسعى لابتكار طرق متنوعة وفعالة لرفع معنويات الموظفين، وتحسين أدائهم وخلق المنافسة الودية والتحدي بينهم، وعلى صعيد آخر فإن رفع معنويات الموظفين وتحسين أدائهم هو دليل على امتلاك المدير لمقومات النجاح. Your browser does not support the video tag.