قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. فيصل غزاوي: إنه مع أهمية جميع الضروريات الخمس التي جاء الإسلام بها وهي: الدين والنفس والعقل والعرض والمال، إلاّ أن الدين أهمها وأعظمها، فهناك مقاصد ضرورية لحفظ الدين، وهي تثبيت أركانه وأحكامه، والعمل على ما يخالفه ويعارضه بالبدع ونشر الكفر والرذيلة والإلحاد والتهاون في أداء واجبات التكليف، فما أحوجنا أن نستشعر نعمة الله علينا وأن نشكر الله تعالى دائماً أن هدانا لدين الإسلام، وأن نعتز بديننا ونحافظ عليه ونتمسك به حتى الممات. وأضاف في خطبة الجمعة أمس من المسجد الحرام بمكةالمكرمة: قال ابن كثير رحمه الله: "حافظوا على الإسلام في حال صحتكم وسلامتكم لتموتوا عليه، فإن الكريم قد أجرى عادته بكرمه، وأن من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بعث عليه، وعياذاً بالله من خلاف ذلك"، مُشدداً على أهمية أن نستشعر نعمة الإسلام، وكيف أنقذنا الله بهذا الدين من الضلالة، وأن نتأمل من يعيش بعيداً عن نور الهداية، فهو يتخبط في الظلمات ولا يهتدي في سبيل الرشاد، ولا تهنأ له نفس ولا يهدأ له قرار، ومن عرف قيمة دينه واستشعر مكانته اعتز به وتحلى بآدابه وسعى في إظهار محاسنه والدعوة إليه ونشره ودافع عنه. وبيّن الشيخ د. فيصل غزاوي أن المصيبة في الدين على قسمين؛ إمَّا أن يُبْتَلى المرء بالمعاصي كأكْل الحرام واعتِقاد السوء، أو يُبْتَلى بما هو أعظم من ذلك كالشِّرْك والكُفْر والنِّفاق وما أشبه ذلك، فهذه مهْلكة مثلُ الموت للبدن، ومن عز عليه دينه هانت عليه نفسُه. وأشار إلى أن المبتلى في دينه، أخطرُ من المبتلى في بدنه، وداؤه أعظم، والمؤمن يخالط الناس فيألفهم ويعاشرهم ويصادقهم، لكن مع ذلك كله يحذر على دينه، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "خالط الناس ودينَك لا تَكْلِمَنَّه"، أي خالط الناس لكن بشرط أن لا يحصل في دينك خلل وفساد، ودرءاً لهذه المفسدة العظيمة فإنه يتعين الحذر من مجالسة الأشرار والفجار؛ فمُخَالَطَتهم تؤدي إلى الهلاك، والطباع سراقة، والإنسان على عادة صاحبه وطريقتِه وسيرته، فإن أغلى ما يملكه المسلم في هذه الحياةِ دينه، وكيف لا يكون كذلك وقد منّ الله به عليه وهداه إليه. وذكر أن الإسلام قَوام المرء فهو بمثابة الروح للجسد، وهو سبب سعادته وفلاحه، وسبيلُه إلى الجنة، وبدونه لا يشم ريحَها أبداً، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة إلاّ نفس مسلمة"، ولا يقبل الله من أحد ديناً سوى الإسلام "إن الدين عند الله الإسلام"، فمن لقي الله بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بدين على غير شريعته، فليس بمتقبل، وهذا الدين لا يتفق مع دين المشركين بل يخالفه ويفارقه كما أكد الله ذلك قي كتابه الكريم فقال: "لكم دينكم ولي دين"، أي لكم دينكم الذي تعتقدونه من الكفر، ولي ديني الذي أعتقده من الإسلام، وعليه فالمؤمن يحرِص على إصلاح دينه، ولذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي". Your browser does not support the video tag.