تكللت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى الولاياتالمتحدة بإنجازات اقتصادية وسياسية مهمة. أما الجديد فهو الإنجاز الثقافي المهم الذي حققته الزيارة من تقارب بين المجتمعين السعودي والأميركي، إذ حطمت زيارة ولي العهد الكثير من الحواجز التي لطالما عمل أعداء المملكة والولاياتالمتحدة على زرعها في طريق العلاقة التاريخية التي تطوي عقدها الثامن وهي في أحسن أحوالها. ولأن علاقة المملكة مع أميركا تتعدى حدود المصالح، إذ تربط ملوك المملكة مع زعماء أميركا علاقة تاريخية مبنية على الصداقة وتبادل الآراء، حرص الأمير محمد بن سلمان على تمتين جذور هذه الصداقة مع وجوه أسهمت في رسم حقبات مهمة من التاريخ الأميركي، على الرغم من خروجهم من دوائر صنع القرار، إذ التقى ولي العهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، ووزير الخارجية الأسبق جون كيري، وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة، ووزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير. وبعيداً عن نيويورك، يتجه ولي العهد نهاية الأسبوع إلى الساحل الغربي لأميركا حيث يزور كل من سياتل، ووادي السيليكون ولوس أنجلوس. ويزور الأمير محمد بن سلمان في سياتل شركة بوينغ للطيران في مقرها الأكبر والتي بات للسعوديين موطئ قدم فيها بعد عقد شراكات وصفقات جعلت مهندسين سعوديين شباب في مواقع المسؤولية عن تصنيع الطائرات التي اشترتها المملكة، كما يهدف ولي العهد إلى تحصيل المزيد من الفرص للشباب السعودي في أروقة شركة الطيران الأكبر في العالم، ويجتمع في سياتل بمؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس، ومؤسس ورئيس شركة أمازون جيف بيزوس لبحث شراكة متقدمة بين أمازون والمملكة. أما زيارة كاليفورنيا فيسعى من خلالها للاستفادة من أهم الخبرات التكنولوجية من موطن التكنولوجيا الأكبر والأهم في العالم "سيليكون فالي"، حيث يلتقي مع جوجل وأبل ولوكهيد مارتن. وقال الخبير الاقتصادي عمرو زكريا ل"الرياض": جولة ولي العهد للولايات المتحدة أثبتت للرأي العام وخاصة لجمهور المستثمرين من خلال لقاءاته الناجحة مع قادة الأعمال من قطاعات مختلفة، أن الإجراءات الأخيرة والتوجه الجديد للمملكة نال الاستحسان من جموع المستثمرين وجذبهم للمملكة. وأضاف: "بدأنا نشهد نحن في الأسواق المالية توجه الكثير من مديري المحافظ الاستثمارية العالمية لتغيير خططهم الاستثمارية، حيث بدؤوا يزيدون من نسبة الاستثمار في السوق السعودي وهذا خير برهان على نجاح رؤية 2030". ومن الصناديق التي بدأت بهذا التوجه، الينور كابيتال الفرنسي الذي أشار إلى هذا التوجه الجديد على لسان مدير الثروات بالصندوق سباستيان هنين. وازدادت ثقة المستثمرين في السوق السعودي بعد تقارير إدراج السوق السعودي في مؤشري MSCI وFTSE RUSSEL للأسواق الناشئة في 2018 مما يعني تدفق 30 مليار دولار من رؤوس الأموال على سوق الأسهم السعودي بشكل تلقائي. واستطرد زكريا: نوعية الاجتماعات التي يجريها ولي العهد وخاصة مع قادة قطاعي التكنولوجيا والإعلام، وأبرزها مع شركات أبل وجوجل وأمازون تشير بقوة إلى جدية القيادة في المملكة في تحويل نمط الاقتصاد السعودي من اقتصاد سلعي نفطي إلى اقتصاد حديث ومتنوع يرتكز على التكنولوجيا والابتكار. وأكد أن الزيارة الناجحة لولي العهد، والثقة والارتياح الكبير من جموع المستثمرين وقادة الأعمال في العالم من التوجه الجديد للمملكة، ستجعل من المملكة محط اهتمام كبير جداً في 2018، خاصة من صناديق الاستثمار التي بدأت تترجم ثقتها وارتياحها بقرارات على أرض الواقع كزيادة أوزان الأسهم السعودية في محافظهم. Your browser does not support the video tag.