في لقاء مع "واشنطن بوست" الخميس، تحدث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، عن آفاق النمو الاقتصادي بالشرق الأوسط، قائلاً يمكن أن نكون أوروبا القادمة إذا حلت بعض المشاكل؛ ومن الواضح من جولة ولي العهد الأميركية، وأجندته السياسية المعادية بصرامة لنشاطات إيران المزعزعة للاستقرار والنابذة للفوضى وكل أشكال الإرهاب والتمرد بالعالم العربي، أن سموه يتطلع لعهد جديد يلمس احتياجات المواطن الحقيقية ويحل المشاكل التي لاحقت المنطقة لعقود بعيداً عن مزيد من إضاعة الوقت لاسترضاء من يسير بهم الزمن للوراء وبعيداً عن المتاجرة بشعارات رنانة لم تزد الشعوب العربية إلا فقراً وبؤساً، مع العمل الجاد لتحقيق الاستقرار والأمان للمنطقة العربية والإسلامية برمتها وإيصال المملكة لمقدمة دول المنطقة بتحويلها لحاضرة استثمارية وتجارية وتكنولوجية وسياسية وحتى فنية خلال سنوات قليلة،عبر فتح كل طاقات المملكة الكامنة واستغلالها؛ وتطبيقاً لرؤيته 2030 ركّز الأمير محمد ربع جولته الأميركية فقط في العاصمة السياسية -واشنطن- ليتجه بعدها لمراكز التكنولوجيا والاستثمار والعلم والطاقة بالولايات المتحدة، ليشرف بشكل شخصي على اختيار المستثمرين الأنسب ونقل تجاربهم للسعودية، حيث تتنافس كبرى الشركات الأميركية اليوم للدخول إلى السوق السعودي الذي أثبت قوته وثباته واستقراره بفترة تحولات وإصلاحات ضخمة لم تؤثر على الأسواق السعودية، وكما يقول الاقتصاديون الأرقام لا تكذب، وبحسب الأرقام، قالت CNN قبل أسبوع، إن المملكة هي أهم سوق يجذب المستثمرين بالعالم في الوقت الحالي وجذبت الرؤية الطموحة المستثمرين إضافة للاستقرار وثقة المستثمرين بإيجابية التغيير بالمملكة، ومن أهم أولويات زيارة ولي العهد للولايات المتحدة السعي لجذب المستثمرين من كافة المجالات واختيارهم بعناية ودقة بشكل يتماشى مع رؤية المملكة والمجتمع السعودي، وأهم جولات ولي العهد التي ستعود بفائدة اقتصادية على المملكة: بوسطن.. شراكات أكاديمية وعلمية مع أرقى جامعات العالم تعتبر بوسطن مركزاً علمياً هاماً على مستوى العالم حيث تحتضن أهم جامعات العالم وأهم المراكز الأكاديمية التي تخرج عنها أحدث الاختراعات والابتكارات وسعى ولي العهد في بوسطن لخلق شراكة بين القطاع الخاص السعودي والأوساط الأكاديمية الأرقى في العالم، وزار الأمير محمد بن سلمان مركز آي بي إم واتسون للصحة، كما زار مختبر البايو ميكاترونكس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT في مدينة بوسطن، وقام ولي العهد خلال زيارته بتطوير تعاون مشترك بين MIT ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا والهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. هذا يعني أن MIT الجامعة التي اكتشفت أهم الصلات بين الأخطاء الجينية وأمراض السرطان، واكتشفت مؤخراً طرقاً لاستخراج الماء من الهواء الصحراوي ستنقل خبراتها العلمية التي تعود للعام 1861 إلى الجامعات السعودية، وتباعاً سيتم تخريج طلبة سعوديين بجودة تعليم مساوية لأهم جامعات العالم. هوليوود وعالم الترفيه: بعد 35 سنة من حظر السينما، لا يخطط ولي العهد لإعادة فتح دور السينما فحسب بل يطمح لجعل القطاع الترفيهي أحد أهم القطاعات، ولهذا الهدف يلتقي ولي العهد رواد هذا المجال وأكثر من تفوق به عالمياً وهم صناع عالم هوليوود، حيث يلتقي مدراء تنفيذيين لشركات صنعت أهم الإنتاجات السينمائية في العالم سعياً للاستفادة من خبراتهم، وبحسب ما علمت "الرياض" فإن اجتماعات ستعقد مع والت ديزني وUniversal Pictures ستكون على جدول مواعيد ولي العهد كما تستثمر المملكة بصندوق شركة انديفور PLC للمواهب في لوس انجلوس ليكون للسعوديين موطئ قدم فيها، كل هذا يعني أن بوابة الترفيه في المملكة ستفتح على مصراعيها للسعوديين من خلال أهم شركات الترفيه في العالم والأهم من هذا، عدد العائلات الخليجية والعربية والغربية التي ستصبح وجهتها السعودية لتزور ديزني وغيرها، وما يعنيه هذا من خلق الآلاف من فرص العمل الجديدة وخلق مصدر دخل جديد مستقر وقابل للتطوير باستمرار. أوبر: من المتوقع أن يزور الأمير محمد بن سلمان ضمن جولته في "سيليكون فالي" في كاليفورنيا شركة أوبر التي يملك صندوق الاستثمار السعودي "PIF "3.5 مليار دولار من الاستثمارات فيها.. ويحظى أوبر بشعبية كبيرة في المملكة، ومن المتوقع أن تقل هذه الشعبية مع بدء السماح للمرأة بقيادة السيارة؛ وهدف ولي العهد هو السعي لعدم حرمان السعوديين من خلق فرص عمل جديدة باستمرار عبر تطبيق أوبر الذي بدأ يسعى لتوظيف نساء للقيادة. عواصم الطاقة الأميركية: ومن المنتظر أن يزور ولي العهد هيوستن وتكساس، والولايتان مركز هام للصناعات النفطية، ويقوم ولي العهد في كل من هيوستن وتكساس بجذب أهم الشركات المطورة للطاقة للعمل في المملكة وتشغيل عدد كبير من الشباب السعودي الذي أصبح مسلحاً بخبرات جيدة وقديمة في مجال البتروكيماويات. أمازون وبوينغ: بين بوينغ والسعودية شراكة قديمة وضعت شباب سعوديين في مواقع هامة في الشركة فبات بعضهم مسؤول عن تصنيع الطائرات التي تصدرها بوينغ للمملكة واكتسبوا خبرات كبيرة، وفي سياتل يخطط ولي العهد لتطوير العلاقة مع بوينغ وخلق المزيد من الفرص للشباب السعودي فيها كما يستضيف "بيل جيتس" مؤسس مايكروسوفت ولي العهد في سياتل لنفس الغرض. أما أهم الأخبار التي يعود بها ولي العهد فهي ماكشفه مقربون من القطاع التكنولوجي ل"الرياض" هو أن أمازون تعتزم فتح مقر ضخم لها في السعودية سيشغّل الآلاف من الشباب وبمجرد وجود "أمازون" في السعودية يعني هذا أن شركات كبرى مماثلة ستقوم بنفس الخطوة لتصبح المملكة وجهة هامة وأساسية لمحبي التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط، والآن ستصبح أهم شركات التكنولوجيا والأداء الرقمي في العالم، تباعاً موجودة في المملكة وهذا سيغير خارطة الترفيه والسياحة والوجهات الأكثر تفضيلاً للشباب العربي في المنطقة. جنرال اليكتريك ورايثيون: تتطلع المملكة لتطوير محطات للطاقة النووية، حيث التقى وزير الطاقة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح المدير التنفيذي لشركة GE التي من المتوقع أن تساعد المملكة بهذا المجال الذي سيسمح للسعودية الاستفادة من النفط من خلال تصديره وحفظه للأجيال القادمة واستخدام الطاقة النووية بدلاً عن النفط للاستهلاك المحلي، كما يلتقي ولي العهد مع الرئيس التنفيذي لشركة رايثيون للتقنيات والابتكارات الدفاعية والأمنية والأسلحة الإلكترونية العسكرية والتجارية، وهي أكبر منتج في العالم للصواريخ الموجهة. لطالما كانت العلاقة السعودية ممتازة مع رايثيون حيث زودت الشركة المملكة بصواريخ باتريوت المستخدمة للدفاع، ورؤية ولي العهد تعتمد على نقل الخبرات ووضعها في أيدي الشباب السعودي، وعلى هذا الأساس يبرم عقود مع رايثون تركز على وضع مسؤولية تصنيع بعض الأسلحة التي تشتريها المملكة بأيدي شباب سعوديين. Your browser does not support the video tag.