أكد د. هشام بن سعد الجضعي، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء، المكانة المميزة ل»الهيئة» بين نظيراتها العربية والعالمية في تبني أفضل الممارسات المتعلقة بالغذاء والدواء والأجهزة الطبية، وتعد «الهيئة» من أفضل الجهات الرائدة في مجال سلامة الغذاء والدواء والأجهزة الطبية على مستوى المنطقة. وقال: خلال الأعوام القليلة من عمر «الهيئة» تم تطوير نظام رقابي فعّال، كما أنشأت شبكة من المختبرات المتطورة المجهزة بمعدات حديثة وكوادر فنية مؤهلة، تفحص العينات كافة التي ترد إليها من نقاط التفتيش في المنافذ الحدودية، ومن إدارة الرقابة على الغذاء المستورد، والأسواق المحلية، ومركز الرصد وإدارة الأزمات. جاء ذلك في معرض إجابة د. الجضعي عن أسئلة «الرياض» حول مشاركة «الهيئة» في تنظيم المؤتمر العربي الثالث للغذاء والدواء والأجهزة الطبية، الذي يُقام بعنوان «المستقبل يبدأ الآن» بمدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 15 إلى 17 إبريل 2018، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان بجمهورية مصر العربية، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية، ومجلس الصحة لدول مجلس التعاون، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، حيث يناقش مسؤولون ومختصون من الدول العربية وخبراء في منظمات دولية، 15 محوراً لتعزيز الجهود العربية في مجالات الغذاء والدواء والأجهزة الطبية.* "الرياض" ما أهداف المؤتمر وغاياته؟ * د. الجضعي: المؤتمر الثالث للغذاء والدواء والأجهزة الطبية يسعى لتوطين الصناعات المتعلقة بالغذاء والدواء والأجهزة الطبية، ويناقش التحديات والصعوبات التي تواجه الهيئات الرقابية والشركات المصنّعة والمسوّقة في الوطن العربي في مجالات الغذاء والدواء والأجهزة والمنتجات الطبية، ويعزّز مراجعة اللوائح والأنظمة المحلية لدعم وتعزيز الصناعة في الوطن العربي بما يكفل الاكتفاء المحلي، والمشاركون يسعون إلى بيان أهمية حوكمة الأطر التشريعية والتنظيمية والرقابية في ضمان سلامة ومأمونية الغذاء والدواء والأجهزة الطبية وتعزيز الرقابة عليها، وبناء منصة تشاركية لعرض التجارب الناجحة وتبادل الخبرات بين الدول العربية. وشارحاً أهداف المؤتمر قال: "إنه يعنى بتحقيق الأمن الغذائي والأمن الدوائي العربي، وإحداث نقلة نوعية في التعاون والتكامل والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص وتعزيز الثقة بينهما، وإنشاء شبكة عربية للدواء والأجهزة الطبية، وتشجيع الابتكار والإبداع وريادة الأعمال، واستعراض الاتجاهات والتقنيات الحديثة في إنتاج وتصنيع الغذاء وصناعة الدواء والأجهزة الطبية، وإزالة المعوقات الفنية والصحية غير المبنية على أسس علمية ومعايير دولية أمام تجارة الغذاء العربية البينية، ومواءمة الأنظمة الرقابية الدوائية وتوحيد آليات التسجيل الدوائي بالدول العربية، وحماية المستهلك العربي من خلال أطر تشريعية ونظم رقابية تضمن سلامة الغذاء وسلامة الدواء والأجهزة الطبية. * "الرياض": في عصر الصناعات الدقيقة، أين تجدون موقع المؤتمر؟ * د. الجضعي: "المؤتمر الذي يُعقد في ضوء تكتلات صناعية وتحديات اقتصادية عالمية تواجه الهيئات الرقابية والشركات المصنّعة والمسوّقة في الوطن العربي في مجالات الغذاء والدواء والأجهزة والمنتجات الطبية من المأمول أن يعكس روح التحدي والتفاؤل لمواجهة هذه التحديات التي تواجه الأنظمة التشريعية والرقابية في الدول العربية، وأن يفعّل مفهوم التميز الرقابي للغذاء والدواء والأجهزة الطبية، بما يضمن ازدهار الصناعات المحلية لتحقيق السلامة والمأمونية والكفاءة للغذاء والدواء والأجهزة الطبية ما ينعكس على الرفاهية المجتمعية للمواطن العربي، كما يعزّز مراجعة اللوائح والأنظمة المحلية لدعم وتعزيز الصناعة في الوطن العربي بما يكفل الاكتفاء المحلي. * "الرياض": ما الشرائح والفئات التي يستهدفها المؤتمر؟ * د. الجضعي: المؤتمر يعتبر فرصة للتواصل مع مسؤولي الرقابة والإشراف على الدواء، ومسؤولي التسجيل الدوائي بوزارات الصحة، وكذلك بين مسؤولي الرقابة على الغذاء وجودته بهيئات الغذاء ووزارات الزراعة والتجارة والصناعة بالدول العربية فضلاً عن عرض المشكلات الخاصة بالتصنيع أو التسويق، وصولاً إلى توصيات تسهم في حل تلك المشكلات. والفائدة ليست محصورة في قطاع معيّن بل يستفيد منها جميع الأطراف، إذ يجمع المؤتمر أربع فئات، تتمثل في صنّاع القرار من مسؤولي وزارات وقيادات الشؤون الصيدلية ومديري التسجيل الدوائي، وهيئات ومؤسسات الغذاء العربية والعالمية ومسؤولي الرقابة على الغذاء بوزارات الزراعة والتجارة والصناعة في الدول العربية، إضافة إلى المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بالمؤتمر، مثل هيئة دستور الأغذية (كودكسCODEX)، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو(FAO، ومنظمة التجارة العالمية(WTO)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، ومنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية(UNIDO)، وهيئة الغذاء والدواء الأميركية(FDA)، والهيئات والاتحادات العربية في مجال الغذاء والدواء، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية (إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية)، ووزارات الصحة بالدول العربية، ومجلس الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي. أما الفئة الثالثة المشاركة فهم العلماء والباحثون الأكاديميون من الجامعات ومراكز البحث العلمي، إضافة إلى الفئة الرابعة المتمثلة في مجتمع الأعمال مثل المؤسسات والشركات المصنعة والمنتجة للغذاء، والمؤسسات والشركات المصنعة والمنتجة للدواء والأجهزة الطبية. ويتضمن المؤتمر إلى جانب الجلسات العلمية والمعرض المصاحب، تنظيم لقاءات بين ممثلي الحكومات في مجال الغذاء والدواء والأجهزة الطبية بالدول العربية، وبين ممثلي الحكومات والشركات المصنّعة ومجتمع الأعمال، إضافة إلى لقاءات بين الشركات ومجتمع الأعمال، بما يفتح للمشاركين آفاق التعاون والتكامل والشراكة. * "الرياض": ما التوقعات من المؤتمر في مجال الرقابة؟ * د. الجضعي: لقد حرص المؤتمر على استقطاب خبراء من الوطن العربي والدول الرائدة في التشريعات التنظيمية والرقابية على مستوى العالم لتبادل الخبرات والعمل على تجانس الأنظمة الرقابية في العالم العربي لتكون موائمة لأفضل الممارسات العالمية. ونتطلع إلى مشاركة فعّالة من أنحاء العالم العربي، للخروج بمنظومة تساعد في ضمان سلامة الغذاء والدواء. ولا شك أن صناعة الدواء من الركائز الأساسية في بناء المنظومة الاقتصادية العربية، وتوصيات المؤتمر ستُعرض في جلسة وزراء الصحة العرب المزمع عقدها خلال شهر مارس الحالي، سعياً لاتخاذ قرارات فعّالة وتنفيذها. * "الرياض": ما أبرز المحاور؟ -د. الجضعي: يبحث المشاركون في محور الغذاء؛ الحوكمة وإدارة إنتاج الغذاء، ودور المنظمات الغذائية العالمية في حوكمة إنتاج وتصنيع الأغذية، مع عرض تجارب ناجحة من الدول العربية في هذا المجال، إضافة إلى عرض الاتجاهات الحديثة في تقنيات إنتاج وتصنيع الأغذية، والجهود العربية لمواكبة الأنظمة العالمية في مجال سلامة الغذاء، ويتخلل ذلك جلسات للنقاش بين ممثلي الحكومات والشركات المصنّعة والمنتجة. وفي محور الدواء يتناول المؤتمر الحوكمة والتنظيمات الدوائية، وتوطين صناعة الدواء، والأمن الدوائي العربي ومدى الإتاحة والتوافر، وتُعرض تجارب ناجحة في الدول العربية والأجنبية في مجال الصناعة الدوائية. وهناك محور بعنوان "مستحضرات التجميل بين الرفاهية والاحتياج"، كما تقام جلسات لتبادل الآراء بين ممثلي الحكومات والشركات المصنعة والمنتجة للأجهزة والمنتجات الطبية. وفي مجال الأجهزة والمنتجات الطبية، فيبحث المشاركون الحوكمة في تنظيمات الأجهزة الطبية والسعي نحو التجانس، وتنظيمات الرقابة في الأجهزة الطبية، وتطبيقات في رقابة الأجهزة والمنتجات الطبية، والتوجهات الحديثة في رقابة الأجهزة والمنتجات الطبية، إضافة إلى عرض تجارب ناجحة في الدول العربية والأجنبية، وعقد جلسات نقاش بين ممثلي الحكومات والشركات المصنّعة والمنتجة. * "الرياض": ما موقع الهيئة العامة للغذاء والدواء بين نظيراتها عربياً وعالمياً؟ * د. الجضعي: طوّرت الهيئة خلال الأعوام القليلة من عمرها نظاماً رقابياً فعّالاً، يشمل الرقابة على الغذاء خلال مراحل السلسلة الغذائية من مرحلة الإنتاج إلى الاستهلاك، إضافة إلى مراقبة فعالية ومأمونية المبيدات الزراعية، وسلامة الأعلاف الحيوانية. وتُخضِع الهيئة أنواع المستحضرات كافة لرقابة صارمة، وتُجري جولات تفتيش دورية على مصانع ومستودعات الدواء المسجلة، كما تراقب الأدوية المتداولة في الأسواق، وترصد آثارها الضارة، وسلامة المستحضرات الصيدلانية والتجميلية. وتعمل الهيئة على حماية السوق السعودية من دخول الأجهزة والمنتجات الطبية المقلدة والمغشوشة، كما أنشأت الهيئة العامة للغذاء والدواء شبكة من المختبرات المتطورة المجهزة بمعدات حديثة وكوادر فنية مؤهلة، تفحص العينات كافة التي ترد إليها من نقاط التفتيش في المنافذ الحدودية، ومن إدارة الرقابة على الغذاء المستورد، والأسواق المحلية، ومركز الرصد وإدارة الأزمات. وأسست الهيئة نظاماً متكاملاً للتعاملات الإلكترونية في مرافقها كافة بهدف التحوّل إلى الحكومة الإلكترونية. واختتم د. الجضعي حواره مع "الرياض" قائلاً: ما تحقق ليس أعلى درجات الكمال، لكننا بفضل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، نعد من أفضل الجهات الرائدة في مجال سلامة الغذاء والدواء والأجهزة الطبية على مستوى المنطقة. د. هشام الجضعي شعار المؤتمر العربي الثالث للغذاء والدواء والأجهزة الطبية Your browser does not support the video tag.