أرجع الدكتور سعيد بن عبدالله الشيخ كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي التجاري التدهور الكبير الذي يشهده الريال الإيراني الذي خسر نحو ربع قيمته خلال الأشهر الستة الأخيرة ليبلغ الدولار 50860 ريالاً، إلى ما تشهده المرحلة الحالية من تراجع في مستوى العلاقات بين إيران من جهة وأميركا والدول الأوروبية من جهة أخرى. وقال كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي التجاري ل"الرياض" أعتقد أن ما تحمله التقارير المتداولة خلال هذه الفترة عن نية لإلغاء أو تعديل الاتفاق النووي بين أميركا ودول أوروبا مع إيران، بالإضافة إلى العقوبات المفروضة على إيران شكلا أداة ضغط قوية تراجعت بسببها قيمة العملة الإيرانية والاقتصاد الإيراني بشكل عام، وهذا هو الطبيعي في ظل المخاوف التي تنشأ في مثل هذه الظروف. وأشار الدكتور سعيد الشيخ إلى أنه في حال تم إلغاء الاتفاق وصدقت التقارير المتداولة حول عودة حظر الصادرات الإيرانية فليس من المستبعد أن نرى المزيد من التراجع في الاقتصاد الإيراني المنهك وخروج الكثير من الاستثمارات من هناك، خصوصاً وأن الكثير من المواطنين الإيرانيين سيفضلون التحول لعملات غير الريال الإيراني تخوفاً من الآثار المحتملة جراء عودة حظر الصادرات وفرض المزيد من العقوبات. وكان عدد من المحللين قد أرجعوا تدهور العملة الإيرانية وهبوطها إلى أدنى مستوياتها يوم أمس الأول وتخطى سعر صرف الدولار أعلى من 50 ألف ريال يمني للمرة الأولى، إلى الموقف الأميركي تجاه طهران، وهو رد فعل نتيجة للعقوبات الأميركية ضد إيران. ونقلت "الفرنسية"، أن الريال الإيراني خسر نحو ربع قيمته خلال الأشهر الستة الأخيرة ليبلغ الدولار 50860 ريالاً بحسب سوق المعلومات المالية، وهو موقع إلكتروني موثوق يتابع التقلبات في السوق المفتوحة. كما شهدت شوارع طهران، طوابير طويلة خارج أسواق صرف العملات الأجنبية وقال اسفنديار باتمانقليج مؤسس المنتدى الأوروبي -الإيراني، وهو شبكة تعنى بالمال والأعمال، أن ما يجري هو رد فعل على العقوبات الأميركية ضد إيران، مشيراً إلى أن المسألة نفسية أكثر منها اقتصادية، ولا سبب لشراء الدولارات إلا الأمل في أنك ستتمكن من بيعها لاحقاً بسعر أعلى. ويعتقد كثير من المحللين أن أميركا ستنسحب من الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع إيران عام 2015 عندما يأتي موعد تجديده في أيار (مايو) المقبل، وهذا يعني إعادة فرض العقوبات التي أثرت بشكل كبير في الاقتصاد الإيراني وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت مؤخراً عن توجيه اتهامات جنائية وفرض عقوبات على تسعة إيرانيين وشركة إيرانية لمحاولتهم التسلل إلكترونياً إلى مئات الجامعات حول العالم وعشرات الشركات وقطاعات من الحكومة الأميركية لحساب الحكومة الإيرانية. Your browser does not support the video tag.