هناك أشخاصٌ سلبيون يحيطون بنا، يطوقوننا من كل جهة، نجدهم في كل مكان، في العمل، البيت، الشوارع وغيرها من الأمكنة، لا يمكننا اعتزالهم، ربما يكونون جزءاً منا أو يشكلون جانباً من حياتنا. والأشخاص السلبيون يعتقدون أنهم وحدهم هم من يعانون من مشاكل الحياة واضطراباتٍ نفسيةٍ قد تؤثر سلباً على صحتهم وصحة من حولهم. وفي الغالب لا يلجأ السلبيون لاستخدام العقل في المواقف إنما يجنحون للثرثرة بكلامٍ لامعنى له، وفوق ذلك يفكرون في العالم المحيط حولهم بشكلٍ سلبيٍ ومتشائمٍ، وقد تؤدي المشاعر السلبية المكبوتة في الدواخل مثل الغضب والفقد إلى مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم والاضطرابات النفسية، حيث أثبتت الأبحاث والدراسات العلمية أن الغضب لمدة خمس دقائق كفيلة بارهاق الجسم وإضعاف جهاز المناعة مما يدع الإنسان عرضةً للأمراض الجسدية والنفسية، لذلك فإن معالجة تشاؤم الآخرين أمرٌ مهمٌ وصحيٌ في ذات الوقت كونه يمنع تفشي الأمراض في المجتمعات، مما يحتم قطع تلك الجذور التي يحملها السلبيون والتي تؤثر سلباً على نجاحاتنا، فكل لحظةٍ في حياتك هي مرحلة انتقال وتغيير، ومعلومٌ أن التغيير من طبيعة الإنسان. والتغيير يجعلك تتعايش مع ظروف الحياة وقد تكمل نواقصك التي تحتاجها، فالكلمة تغيرك، الصديق يغيرك، الحب يغيرك، الفرح يغيرك، الصمت يغيرك، البكاء يغيرك، الأعداء سيجعلونك تتغير، فجميع تلك المواقف تجعلك تنتقل من مرحلةٍ إلى أخرى في حياتك، فكل شخصٍ منا يرسم طريقه بعقله. وترى الأستاذة حنان الجوهري، التنمية البشرية (أن البيئة المحيطة بالشخص تؤثر بشكلٍ أو آخر في طريقة تعامله مع الأمور، بالإضافة إلى الخبرات التي يكتسبها منذ طفولته، لذا يعبر البعض عن إحباطه في شكل ثورةٍ عارمة، فيما يكبت البعض الآخر هذه المشاعر في داخله ويصاب بأمراض نفسيةٍ وجسدية، وهذه الأساليب لا تعدو كونها محاولاتٍ وقتية لأن المشاعر السلبية ستظل تؤرق صاحبها. من هنا، يجب التحدث إلى صديقٍ أو قريب أو اختصاصيٍ نفسيٍ للتعبير أو التنفيس عن تلك المشاعر المحبطة). وإنطلاقاً من ذلك، فلا تكن شخصًا سلبياً وتدع الظروف تحبطك، بل اجعلها تغيرك للأفضل حتى تصبح شخصاً ناجحاً ملهماً يوماً ما. Your browser does not support the video tag.