اختلفت الدراسات في تحديد أسباب الاضطرابات النفسية والمزاجية في مرحلة ماقبل أو أثناء انقطاع الطمث والذي يحصل عادة في اواخر العقد الرابع من العمر، فبالإضافة للتغيرات الجسدية والتغير في الهرمونات مثل التغير في مستوى هرمون الإستروجين والذي يعتبر اضطرابه من الأسباب الرئيسية لاضطرابات المزاج، حيث إنه يلعب دورا مهما ومؤثرا في عمل وظائف الدماغ التي منها المزاج، النوم والذاكرة. الا ان هناك عوامل نفسية معززة للاضطرابات المزاجية تشمل المفاهيم المعرفية الخاطئة عن التقدم في العمر وعن مرحلة انقطاع الطمث، والخلل في العلاقة العاطفية، اضطراب العلاقة الجنسية والشعور بعدم الرضى، والتغيرات في الشكل الخارجي والمفاهيم الخاطئة عن هذه التغيرات والذي سيؤثر بشكل سلبي على شعور الرضى عن الذات والثقة بالنفس وعلى الصحة النفسية. بالإضافة إلى التغير الجسدي الهرموني والعوامل النفسية، تلعب الضغوط الخارجية دوراً ثانوياً مساعداً لحصول هذه الاضطرابات التي تنشأ بسبب التغيرات في تركيبة الأسرة كاستقلال الأبناء، وسفرهم، ومرض أو وفاة أحد الوالدين ايضا اصابة المرأة او احد افراد الأسرة بمرض مزمن يتطلب عناية فائقة ومكثفة. بالتالي كثير من العوامل تلعب دوراً قد يكون ثانوياً أو رئيسياً يجعل الأغلبية من النساء في هذه الفترة تمر بتغيرات نفسية مزعجة وغير مستحبة. هذه الاضطرابات النفسية تظهر على شكل أعراض مختلفة البعض منها قد يكون عابراً ومسيطراً عليه ولايحتاج لتدخل طبي مختص والبعض الآخر شديد وله تأثير مزعج على حياة المرأة اليومية. هذه الأعراض غالباً قد تظهر بشكل اضطرابات مزاج وقد تشمل الآتي: *أعراض اضطراب القلق والتي تشمل: *مزاج متقلب. *توتر وعصبية. *سرعة الانفعال والبكاء. *نوبات غضب وتهيج غير مبررة أو لأسباب تافهة. *اضطراب النوم على شكل أرق وصعوبة في الدخول في النوم ونوم متقطع. *أفكار قلقة على النفس وعلى الآخرين. *صعوبة في التركيز. *أعراض اضطراب نوبات الهلع والتي تحصل بشكل مفاجئ وتكون متكررة وتستمر في كل مرة حوالي ربع ساعة والتي يشعر معها المريض بأنه سيفقد السيطرة على نفسه وتأخذ شكل أعراض جسدية تشمل: *الخفقان. *التعرق. *البرودة والحرارة. *الشعور بضيق في التنفس. *ألم في الصدر. *دوخة. *تنميل في الجلد وتفسرعادة بأنها حالة احتضار أو أزمة قلبية وفي الواقع هي ليست كذلك ولكنها تكون شديدة حتى أن المريض يلجأ للعديد من الأطباء لعمل فحوصات وتخطيط للقلب بدون جدوى. *أعراض اضطراب الاكتئاب وتشمل: *الشعور المستمر بالإجهاد وانخفاض الطاقة. *شعور بتأنيب الضمير أو الشعور بالذنب. *انخفاض الثقة بالنفس. *اضطراب النوم. *اضطراب الشهية للأكل. *اضطراب الوزن إما زيادة أو نقص ملحوظ (قد يكون قرابة 5% زيادة أو نقص في وزن الجسم في الشهر الواحد). *الشعور بعدم الراحة. *صعوبة التركيز وردود فعل تكون بطيئة. *فقدان الرغبة بالمعاشرة الجنسية والفشل في الوصول للإشباع. *فقدان الاهتمام بممارسة أنشطة اجتماعية أو ترفيهية. *فقدان الرغبة في الحياة. *التفكير المتكرر بالموت. بالطبع الكل منا معرض وبالتأكيد سبق وأن شعر ببعض هذه الأعراض في مرحلة ما من مراحل الحياة وهذا بالتأكيد لايعني أننا جميعاً نحتاج لتدخل مختص إلا في حال لو كانت هذه الأعراض شديدة وتتداخل مع الحياة اليومية في المنزل والعمل وغيره أو إذا استمرت لعدة اسابيع. أيضاً وجود تاريخ أسري لاضطرابات المزاج في عائلة المرأة من العوامل التي تؤخذ بعين الاعتبار. ختاماً الوعي والتثقيف والقراءة والدعم الأسري من أفضل الطرق المساعدة على التكيف مع الضغوط الحياتية والتغيرات العمرية وبالتأكيد اللجوء للمختصين للاستشارة هو دليل وعي وتحضر واسشارة طبيب العائلة والفحص ومراقبة مستوى الهرمون في الدم من أفضل الحلول الوقائية والعلاجية. * قسم الطب النفسي