انضمت الولاياتالمتحدة الاثنين الى الحلفاء الأوروبيين المقاطعين لروسيا على خلفية تسميم جاسوس روسي سابق في بريطانيا بغاز الأعصاب، حيث قام البيت الأبيض بطرد 60 دبلوماسي روسي متواجدين في نيويوركوواشنطن، كما تم إغلاق القنصلية الروسية في سياتل، في خطوة تعتبر أكبر عملية إجلاء لدبلوماسيين أجانب من الولاياتالمتحدة منذ عقود. وقالت الحكومة الأميركية أن خطوة الطرد هذه جاءت بسبب قيام الروس بعمليات استخباراتية سرية تقوض الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية. وقال مسؤولون أميركيون أن اغلاق القنصلية الروسية في سياتل جاء لاعتقادهم بأن الروس يتخذونها بمثابة نقطة ارتكاز في عملياتهم الاستخباراتية ويرجع ذلك الى قربها من قاعد غواصات أمريكية ومنشات تصنيع طائرات بوينغ. وجاء التحرك الأمريكي بالتنسيق مع 14 دولة أوروبية أعلنت فى وقت واحد تقريبا طرد الدبلوماسيين الروس، يوم الاثنين في محاولة واسعة لتعطيل شبكة استخبارات الكرملين العابرة لاوروبا. وقال رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، أثناء إعلانه عن الإجراءات التي اتخذتها 14 دولة من دول الاتحاد الأوروبي: "ما زلنا ننتقد تصرفات الحكومة الروسية، ونتوقع اتخاذ تدابير إضافية ، بما في ذلك عمليات طرد أخرى داخل الاتحاد الأوروبي". كما قامت اوكرانيا، وهي ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي ، بالإعلان عن طرد 13 دبلوماسي روسياً من أراضيها. وقالت السكرتيرة الصحفية في البيت الأبيض، سارة ساندرز : "إن تصرفات اليوم تجعل الولاياتالمتحدة أكثر أماناً من خلال الحد من قدرة روسيا على التجسس على الأمريكيين والقيام بعمليات سرية تهدد الأمن القومي الأمريكي" مضيفةً "بهذه الخطوات ، توضح الولاياتالمتحدة لحلفاؤنا وشركاؤنا أن لأفعال روسيا عواقب" . وتتعارض هذه الاجراءات الأميركية مع أحد اهداف ترمب الأساسية و هي اعادة الدفء للعلاقات الروسية الأميركية، حيث قام الرئيس ترمب الأسبوع الماضي ، على عكس رغبة مستشاره للأمن القومي، بتهنئة بوتين على اعادة انتخابه. وفي العام 2016، كان الرئيس السابق أوباما قد قام بطرد 35 دبلوماسي روسي من الولاياتالمتحدة بسبب مزاعم عن تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية. وعلى الرغم من أن ترمب يحيط نفسه اليوم بمستشارين و مسؤولين يؤيدون خطواته بشكل شبه كامل، حيث يدعو كل من بومبيو و بولتون الى وقف التحقيقات بشأن تدخل روسيا في الانتخابات لأن ذلك يضعف هيبة منصب الرئيس في الولاياتالمتحدة، الا أنهم يرون في تعاظم النفوذ الروسي خطر حقيقي وتحدي خطير يواجه الأمن القومي الأميركي ويجب مواجهته بحزم. Your browser does not support the video tag.