ما زالت قوات النظام السوري مستمرة في هجومها على الغوطة الشرقية قرب دمشق، حيث حصدت غارات جوية 20 قتيلاً مدنياً بينهم 16 طفلاً، في وقت يستعد الأكراد في شمال سورية للتصدي لهجوم تركي محتمل بعد سقوط عفرين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تنفيذ طائرات حربية بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء أكثر من 15 غارة جوية استهدفت مدينة دوما، تزامناً مع استهداف قوات النظام لبلدة عين ترما بقصف صاروخي مكثف. وتدور حالياً اشتباكات بين مقاتلي فصيل جيش الإسلام وقوات النظام في محيط دوما من جهة مسرابا، تترافق مع قصف متبادل. ويتزامن القصف مع ارتفاع حصيلة القتلى في مدينة عربين إلى عشرين مدنياً، هم 16 طفلاً وأربع نساء، جراء غارة روسية على الأرجح، استهدفت وفق المرصد قبو مدرسة كانوا يحتمون فيها. وقتل منذ بدء التصعيد أكثر من 1450 مدنياً بينهم نحو 300 طفل وفق المرصد. وعلى جبهة أخرى في جنوبدمشق، أكد المرصد مقتل 36 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال اشتباكات عنيفة ليل الاثنين في حي القدم، إثر هجوم مفاجئ شنه تنظيم الدولة الاسلامية، تمكن بموجبه من السيطرة على الحي. ويحتفظ التنظيم بسيطرته على بضعة أحياء في جنوبدمشق، وكان له تواجد محدود في هذا الحي قبل أن تتمكن قوات النظام من السيطرة عليه منتصف الأسبوع الماضي إثر إجلاء مئات المقاتلين من هيئة تحرير الشام وفصيل أجناد الشام منه إلى شمال البلاد. وفي شمال سورية، وبعد يومين من سيطرة القوات التركية وفصائل موالية لها على مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية، انتشر عناصر من الشرطة العسكرية التركية في المدينة، على خلفية قيام مقاتلين بعمليات نهب المحال والمنازل، وفق ما أفاد المرصد الذي أشار إلى "فوضى عارمة" في المدينة. وتعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاثنين مجدداً بتوسيع العملية التركية في سورية إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الأكراد وصولاً إلى الحدود العراقية. وعلى الحدود السورية التركية أيضاً، أفاد مصدر في الدفاع المدني أن صاروخاً شديد الانفجار سقط ليل الاثنين الثلاثاء في محيط مخيم الزوف قرب بلدة خربة الحوز بريف إدلب الغربي، ما أسفر عن إصابة أربعة مدنيين. وعبرت وزارة الخارجية الأميركية عن قلق الولاياتالمتحدة العميق إزاء التقارير الواردة من مدينة عفرين عن إجلاء السكان وهم بغالبيتهم من الأكراد تحت التهديد من القوات المدعومة من تركيا. ودانت تدهور الوضع الإنساني في المدينة، مطالبة جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة العاملة في الشمال الغربي، بما في ذلك تركيا، وروسيا، والنظام السوري، بتوفير وصول المنظمات الإنسانية الدولية، وتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية العاجلة إلى النازحين. وأكدت الخارجية أنها قلقة من ارتفاع حدة العنف وانشغال المقاتلين عن معاركهم ضد تنظيم داعش الإرهابي. وتناقلت صحف غربية صور من عفرين للمقاتلين التابعين لتركيا وهم يسرقون كل شيء في المدينة من المواشي إلى أنابيب الغاز إلى الجرارات الزراعية. بدوره، انتقد مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين مجلس الأمن الدولي لتقاعسه عن "الدفاع عن حقوق الإنسان ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح، في الوقت الذي دخلت فيه الحرب في سورية التي حصدت أرواح ما يقرب من نصف مليون شخص عامها الثامن. جاءت تصريحاته بعد وقت قصير من عرقلة روسيا اجتماعاً لمجلس الأمن لإجراء تصويت إجرائي. وقال الأمير زيد إن مجلس الأمن لم يتخذ قراراً حاسماً للدفاع عن حقوق الإنسان ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح، منتقداً استخدام حق النقض "الفيتو" لحماية "مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب في سورية وأماكن أخرى" من حكم العدالة. وأردف: هذا الإخفاق في حماية الأرواح لا يقوض فحسب عمل الأممالمتحدة بل شرعيتها أيضاً. القوات الموالية لتركيا تنشر الرعب في عفرين Your browser does not support the video tag.