يشهد قضاء التنفيذ الذي تقوم عليه وزارة العدل في قضايا العقارات والقضايا التجارية عموما تطوراً ملموساً في المملكة، حيث أصبح لسرعة البت في هذه القضايا وتنفيذ الأحكام لصالح المتضررين في هذا الشأن أثر جيد في تفعيل أحكام كانت تعلن في الماضي على الورق، ولكن يبقى شأن البت بها وسرعة تنفيذها يتدحرج ما بين عدة جهات، مما يؤثر في تأخر حقوق المطالبين، ويعطي فرصة أكبر للمماطلين والمتلاعبين في كسب الوقت في ظل الاجراءات الحكومية الروتينية في الماضي. وبالأرقام فقد حققت وزارة العدل في نهاية العام المنصرم 2017 من خلال محاكم التنفيذ سرعة البت في قضايا تجارية وعقارية بشكل غير مسبوق في الماضي، وعلى سبيل المثال شهدت في شهر ديسمبر الماضي تنفيذ 50 ألف طلب تنفيذ مجموع الحقوق فيها تصل إلى 23 مليار ريال، وتمثل زيادة 37 % عن نفس الفترة من العام الذي سبقه، وتأتي مطالبات إخلاء العقارات من المماطلين على مستوى المؤسسات والأفراد على رأس هذه القضايا. وفي المنطقة الشرقية، يعد مزاد بيع مركبات يمتلكها رجل الأعمال المعروف معن الصانع، وتنفذ خلال هذا الأسبوع، خير مثال لسرعة البت في تنفيد الأحكام القضائية، ويقول مسؤولون إن حصيلة البيع ستستخدم في سداد ديون مستحقة بقيمة نحو 18 مليار ريال، فد شهد في يومه اليوم الأول حضوراً كبيراً، المزاد الذي اجتذب اهتماماً كبيراً في المنطقة الشرقية حيث مقر شركة الصانع، يعكس تركيز الحكومة على تحسين حوكمة الشركات، ومن ثم التزام ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بالإصلاح الاقتصادي. ويأمل الدائنون من عمال لم يتلقوا مستحقاتهم وبنوك محلية ودولية بأن تؤدي العملية، التي ستتضمن في مرحلة لاحقة بيع أصول أكبر مثل العقارات، إلى سداد جزء على الأقل من مستحقاتهم. وقُبض على معن الصانع، الذي صنفته مجلة فوربس عام 2007 بين أغنى 100 شخص في العالم، في أواخر العام الماضي لعدم سداد ديون ترجع إلى 2009 حينما تخلفت شركته مجموعة سعد عن سداد مدفوعات. وفي عام 2016 جرى تأسيس محكمة من ثلاثة قضاة لحل النزاع حول ديون مجموعة سعد، وعينت المحكمة في أواخر العام الماضي "تحالف إتقان" لتصفية الأصول المملوكة للملياردير. وتم إطلاق المرحلة الأولى من المزاد هذا الأسبوع، بعرض نحو 900 مركبة للبيع تتضمن شاحنات وحافلات وحفارات ورافعات شوكية وعربات ملاعب جولف مملوكة لمجموعة سعد التي مقرها مدينة الخبر. وقال عبدالعزيز الرشيد رئيس تحالف إتقان المكون من شركات تضم شركتين عقاريتين ومحاسبين ومحامين إن المراحل اللاحقة من العملية ستتضمن أجزاء أخرى بما في ذلك عقارات إضافة إلى طرح معدات وسيراميك وأثاث في مزادات بالمنطقة الشرقية والرياض وجدة وينبع. ويقدر خبراء قيمة العقارات بنحو بنحو 10.3 مليارات ريال.وبعد سلسلة من الإعلانات على قنوات التلفزيون والإنترنت واللوحات الإعلانية أطلقها تحالف إتقان في الأسابيع الأخيرة، بدأ الناس يترقبون المزاد. وازدحمت الطرقات المحيطة بموقع المزاد ظهر الأحد، واصطف الناس في طوابير لدخول قطعة الأرض التي أقيم فيها المزاد، وقال الرشيد "الرسالة الآن الواضحة بالنسبة لمحكمة التنفيذ وبالنسبة للتكتل (تحالف إتقان) كذلك الجدية التامة في تصفية المديونية.."، "نتوقع إن شاء الله خلال هذه السنة سوف يكون (هناك) تصفية لجميع العقارات والموجودات الخاصة بشركة سعد ورجل الأعمال معن الصانع". وأضاف أن الأموال المتحصلة من المرحلة الأولى من المزاد، والمتوقع استكمالها بنهاية أبريل، ستخصص لسداد مستحقات للدائنين بقيمة نحو 18 مليار ريال. وتابع أن هناك مطالبات أخرى لديون قيمتها 30 مليار ريال لم تبت فيها المحكمة بعد. وقالت مصادر أخرى مطلعة على عملية البيع إن من المتوقع أن تغطي الأصول المعروضة في المرحلة الأولى للمزاد نحو عشرة إلى 15 في المئة من المطالبات التي أقرتها المحكمة حتى الآن والبالغة 18 مليار ريال. وأضافت المصادر أن الأولوية في السداد ستكون لدفع مستحقات العمال الذين لم يتلق بعضهم مستحقاته منذ أكثر من عام. وستكون الأولوية التالية لسداد مستحقات موردين وشركات أخرى بينما سيتم سداد مستحقات البنوك في مرحلة لاحقة، بحسب المصادر. ومن بين من حضروا المزاد بعض العمال الذين يأملون بالحصول على مستحقاتهم خلال عملية التصفية. وخارج إطار العملية القضائية، طلب مستشارو مجموعة سعد في الآونة الأخيرة من بعض البنوك الدائنة حضور اجتماع في دبي، في مسعى للتوصل إلى تسوية ودية لديون بقيمة 16 مليار ريال، بحسب ما ذكرته رويترز الأسبوع الماضي. وكان المستشارون يسعون لإبرام اتفاق قبل أن تمضي المحكمة قدماً في عملية المزاد. وقالت المصادر المطلعة على عملية المزاد إن الإجراءات القانونية تمضي قدماً ولن تتأثر بأي تسوية محتملة قد تتوصل إليها مجموعة سعد مع دائنيها. حضور كبير للمزاد وزارة العدل وجهات أخرى تعمل على سرعة البت في القضايا التجارية المعلقة جانب من المزاد في المنطقة الشرقية Your browser does not support the video tag.