المباراة التي أقيمت بين رئيس هيئة الرياضة العامة تركي آل الشيخ، والتقليدية في الرياضة السعودية هي أفضل مباراة شاهدتها وشاهدها عشاق الرياضة حتى الآن، فقد فاز بها رئيس الهيئة بهدف واحد هو"الوطن" وفازت به الرياضة بأهداف عدة منها التحرر من حدود النظرة الضيقة والقصيرة والمتعصبة لموطئ رجلها فقط، ولا أتجاوز حدودي ولا "أطبل " إذا قلت أن آل الشيخ نفذ أحلى "دبل كيك " وسجل هدفاً في رياضتنا التي كادت أن تختنق ب"الهياط" و"العياط" وتموت فيها الروح وتذهب بها الريح، وقبل أن توشك الفوضوية أن تشوه وتقضم وهدم معانيها النبيلة . الميزتان اللتان أعجبتني أكثر في إدارته للشأن الرياضي، الأولى أنه كلما قال شيئاً نفذه، وكلما ألمح لخلل أصلحه، وكلما أنذر بشئ وقع في فراسة لا يملكها إلا قلة، الثانية أنه أدخل الرياضات الفكرية الترفيهية المساندة إلى المملكة (بطولة كأس الملك سلمان العالمية للشطرنج) وعلى مستويات وبمقاييس عالمية حتى صار اسم بلادنا الحبيبة على كل لسان ومنها ألسنة قراء المستقبل الرياضي الآسيوي والعالمي، ولعل أبرز وأحدث مثال كذلك، جلب رياضة المصارعة الحرة العالمية إلى المملكة ، ولا شك أن عشاقها باركوا قراره. قال مرة أنه سيحضر دور الأربعة لكأس الملك ، وحضرها فعلاً وسط الجمهور من بدون بشت يثقل من حماسه للمباريات أو يضع حداً بينه وبين الرياضيين الذين يعيشون حماساً وحيوية متحفزة كما ربتهم الرياضة على ذلك، كان حضوره بعيدا عن الشكلية عمقاً وكان تفاعله مع من حوله متفرداً بعيداً عن أبهة المنصة وقواعدها و"بروتوكولاتها" الجافة، وقدم أنموذجا للرئيس الرياضي ذي النّفس الخلاق، وصفق له الجمهور والمشاهدون على أفضل "هدف" سجل في تاريخ الرياضة السعودية. وامتدادا لهذا الحضور الأخَاذ بمعانيه الوطنية والإدارية والاجتماعية والإنسانية .. أتساءل قابضاً على جمرة أمنية تكبر كلما مضت ساعة وقرب موعد مباراة الاياب بين الوشم من شقراء، والجبلين من حائل اليوم الجمعة على درع ، بطولة دوري الدرجة الثانية في حائل الشمّاء الأنيقة، هل سيحضر رئيس الهيئة العامة للرياضة هذه المباراة ويشرف فرحة جمهور الدرجة الثانية؛ بأول بطولة رياضية مؤهله إلى أول دوري يحمل اسم، ولي العهد وقائد رؤية بلادنا المتطلعة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله .. سيكون في تصوري لقاءً بين تاريخ أسس ومضى وتاريخ يؤسس ويمتد لما مضى. مجرد أمنية وهدفاً جديدي يسجله رئيس هيئة الرياضة، في إستاد حائل الرياضي في المباراة المقبلة وعلى ملعب آخر وبمستوى آخر ليزداد وهجها ويكبر ملعبها ويطرد التعصب فيها.. هي أمنية بسيطة الآن وكبيرة بحجم الوطن إن تحققت لعل وعسى. Your browser does not support the video tag.