في العام 1668 اخترع الهولندي ليفينهوك الميكروسكوب ورأى لأول مرة الجراثيم والميكروبات، كان عالماً جديداً ومختلفاً يكتشفه الإنسان ويشاهده لأول مرة في التاريخ.. كان أغرب من رصد الأشباح والأرواح وعالم الجن كون الميكروبات مجهولة تماماً حتى من الناحية الفلكلورية.. الجميع نعته بالجنون وظل اكتشافه مهملاً لمئتي عام تالية - لم يكلف أحد نفسه عناء التأكد منها.. وحين لم يلق اكتشافه الاهتمام اللازم اعتزل (العالم المرئي) وبقي في منزله يشاهد كل شيء مجهري من ميكروبات الأسنان إلى نطف الرجال.. ولد ليفينهوك عام 1632 في مدينة دلفت وعمل طوال حياته تاجراً للقماش.. غير أنه كان يملك اهتمامات خاصة بعلم الأحياء والنظر للكائنات الحية من خلال العدسة المكبرة.. لم يكن صانعاً للعدسات (كما تدعي بعض المراجع) ولكنه نجح في تركيب العدسات فوق بعضها البعض لزيادة قوة التكبير (واخترع بهذا الميكروسكوب).. وبفضل جهازه الجديد تمكن من مشاهدة المخلوقات الصغيرة في قطرات الماء ودقيق القمح وتلك التي في شعر الإنسان.. ومن خلال تطوير ميكروسكوبات أكثر قوة تمكن من رؤية الجراثيم ومكونات الدم وخلايا الأنسجة العضلية للإنسان.. ولأنه كان رساماً عمد لرسم كل ما يشاهده على الورق - اعتبرها علماء ذلك الوقت محض خيال.. لم يحظ بالتكريم والاعتراف إلا حين وصل لسن التسعين حيث زارته في بيته ملكة إنجلترا والقيصر الروسي بطرس الأكبر (لرؤية عالمه المدهش على وجه التحديد).. وقصة مندل وليفينهوك مجرد أنموذج لأفكار ثورية يخسر فيها المجتمع وينتصر فيها المستقبل.. أنموذج لقفزات علمية توسع مداركنا وطريقة تفكيرنا في الحياة ككل.. فاكتشاف عالم الميكروبات مثلاً يجعلنا لا نستبعد وجود عوالم أخرى خفية لم نرصدها بعد.. ومجرد اكتشاف التقاطعات الوراثية في النباتات البسيطة كالبازيلاء من شأنه إخبارنا باحتمالات وراثية أكثر تعقيداً ما زالت مجهولة في الكائنات الحية.. ومجرد وجود مخلوقات مجهرية بالغة الصغر يجعلنا لا نستبعد وجود مخلوقات هائلة الكبر في الكون (قد تنظر هي إلينا الآن من خلال ميكروسكوب مكبر).. Your browser does not support the video tag.