السديري: تخصيص مضامير خاصة للمشي مطلب رئيس الموسى: سيتحول إلى حدث سنوي بدعم وخطط تنظيمية جديدة الراشد: التجربة الأولى نجحت ونتطلع إلى رياضة نسائية مميزة الكثير: الأحساء مجتمع واعٍ والأخطاء لا تلغي تميز التجربة أثار الماراثون النسائي الأول في السعودية بمشاركة 1500 فتاة وسيدة في متنزه "جواثا" في الأحساء تحت مسمى "الأحساء تركض" الكثير من الجدل الواسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي كخطوة أولى لمشاركة المرأة في الفعاليات الرياضية في المملكة وتباينت الآراء حول هذا الحدث الذي وصفه البعض بالخطوة المتقدمة في الوعي المجتمعي النسائي نحو الممارسة البدنية، في حين تحفظ البعض الآخر على طريقة الركض للمرأة من خلال رياضة لا تتناسب وطبيعة حجابها، وعلى الرغم من موجة الجدل الواسعة التي أحدثتها مثل هذه الخطوة إلا أن "الماراثون" الذي نظمه مستشفى الموسى التخصصي بالتعاون مع الهيئة العامة للرياضة وهيئة الترفيه، قدم حالة من البهجة لعدد المشاركين لمختلف شرائح الأسرة في الأحساء والذي وصل عددهم إلى أكثر من خمسة آلاف آلاف مشارك بين نساء ورجال وأطفال وكبار سن، ذلك ما أكده بعض المشاركين والمنظمين والحاضرين وقالوا: "سيسهم بشكل كبير في تغير وجه الرياضة النسائية في الأحساء ومن المتوقع أن تخرج بعض الجهات المتعددة لتبنيه بشكل لم يكن معهوداً من قبل، خصوصاً مع إثبات حالة القبول المجتمعي في الأحساء والتفاعل الكبير. في البداية ترى مديرة الإدارة النسائية بأمانة الأحساء مها السديري، أن المارثون ينقصه التنظيم الجيد الذي يخرج التجربة بالشكل المطلوب وقالت: "ليس هناك جهة قادرة على التنظيم وإخراج المارثون بالشكل المأمول، وأمانة الأحساء كانت تقوم بالدور الاستراتيجي فقط، وكنت أتمنى فيما لو خرج التنظيم بشكل أفضل مما خرج به، على غرار الماراثونات التي نشاهدها في بعض الدول". وأضافت: "حدث إقامة المارثون في الأحساء للسيدات حدث جيد ويدل على تمكين المرأة بخلاف الماضي إلا أن المشكلة أنه لم يضع هذه الخطوة في مكانها السليم من التنظيم، فالمتسابقات كنّ يركضن بشكل عشوائي من دون أن يخصص لهن مسارات محددة على غرار تجربة الماراثونات الأخرى، ولوحظ من المشاهد التي انتشرت أن هناك من يوجه بصوت عالٍ السيدات ألا يخرجن إلى الرصيف ومثل هذا لا يجب أن يحدث فكان لابد أن يعد له بشكل يخرج المرأة بالشكل الراقي الذي نفضل أن نراها عليه والمشكلة أن فعالية "الأحساء تركض" لم يُغطَّ إعلامياً قبل حدوثه بشكل جيد، وهناك من لم يكن يعلم بموعده وطريقته إلا من بعض الأصدقاء، ولكن حينما يعلن عنه بشكل كبير في وسائل الإعلام فإن الكثير سيساهم في التنظيم، فمثل هذه الخطوة جيدة ونطمح إلى الأفضل إلا أنه ليس بالشكل الذي حدث، فلم يتعدَّ ما حدث أكثر من خروج المرأة لتركض في مكان حدد لها مما قلل من قيمتها ووضعها موضع الضحك والتعليق فكان لابد من مراعاة حداثة التجربة". وختمت السديري تصريحها بالقول:" "نتطلع أن يخرج مثل هذا الماراثون في المرات المقبلة بالشكل الذي يليق به من وجود مضمار للركض مخصص للنساء مع وجود من يوزع الماء على أطراف المضامير تحسباً لأي طارئ ربما تصاب به المرأة وهي تركض لذلك نتطلع أن يعد له بطريقة راقية، والمرأة ليست سلعة للضحك فإما أن يخرج هذا الماراثون بالشكل الذي يليق بالمرأة الأحسائية أو لا يخرج أبداً، والعدد الذي وصل إليه أعداد المشاركات يدل على تعطش المرأة للرياضة وهذه خطوة إيجابية تحتاج إلى التنظيم وإيجاد مكان مخصص للسيدات للركض فيه بحرية أكثر بدل الركض بالعباءة كما خرجت عليه". حدث سنوي مميز أوضحت مديرة التسويق والشراكة المجتمعية في مستشفى الموسى سارة الموسى أن: "هذا الماراثون لم يكن موجهاً فقط للمرأة الأحسائية، إنما كان موجهاً للأسرة بجميع شرائحها، فشارك فيه الرجل والمرأة والأطفال وكبار السن والجميع كان سعيداً بمبدأ المشاركة، وتحقيق نظرة الاهتمام بالصحة واللياقة لذلك حرصنا من خلال التأكيد على المسؤولية الاجتماعية وهي من أهم الأهداف الاستراتيجية أن تقدم أنشطة تشجع على الرياضة والفن وغيرها من شأنها أن تضيف قيمة للمجتمع، وخطوة عمل الماراثون لم تكن جديدة فقد عملت من قبل، إلا أن هذه المرة كان الحدث كبيراً وبمشاركة النساء من خلال دعم هيئة الرياضة وبعض الجهات التي باركت الخطوة". وأضافت: "فيما يتعلق بالتنظيم فكان هناك تنظيم محكم لانطلاقة السيدات فكان من المقرر الساعة التاسعة لكن الجميع جاء مع الأطفال منذ وقت مبكر فتم تخصيص الوقت الأول للرجال حتى يكون هناك فصل بين الرجل والمرأة، وتكون انطلاقة المرأة متأخراً فانطلقت السيدات قبل إطلاق صافرة البدء لفرط الحماس فكان من الصعب توقيفهن حتى لا يحدث الصدام وهذا ما أثار اللبس في الانطلاقة، وعدد المشاركات وصل إلى 1500 والجميع تم استيعابهن في "جواثا" التاريخي الذي يعد مكاناً جميلاً جداً لمثل هذه الفعاليات وهو بعيد عن زحام المدينة ويتحمل أعداداً كبيرة إلا أن حالات الركض تفاوت بين الركض السريع وبين المشي السريع، وعدد الأطفال وصل إلى ألف طفل والشباب أكثر من 1700 شاب والجميع أكثر من خمسة آلاف شخص متطلعين أن يكون هذا الماراثون سنوياً، وسيتم الإعلان عنه بشكل أكبر وسيكون الموسى الراعي له مع هيئة الرياضة على أن يتم الإعداد له وتنظيمه بشكل أفضل". بداية مؤثرة ترى سيدة الأعمال فاديا الراشد أن الأعداد الكبيرة التي وصلت إليها السيدات المشاركات في الماراثون يدل على أن المرأة لديها رغبة كبيرة في الحركة والرياضة وهي تثبت عكس نظرية أن المرأة لدينا تتصف بالكسل وقلة الحركة، خصوصاً في الأحساء وبمجرد فتح المجال أمامهن حدثت الاستجابة السريعة ليس من قبل المرأة لكن من قبل جميع أفراد الأسرة، وصدور قرار السماح للمرأة بممارسة الرياضة حديث عهد إلا أن استجابة السيدات سريعة وهذا يعكس أن المجتمع الأحسائي مجتمع مثقف وواعٍ، وهذا الوعي قديم فلديه قبول للجديد والتجاوب معه". مبدية الراشد الثناء على مبادرة الموسى في رعاية هذا الماراثون وتنظيمهم لهذه الفعالية التي شارك فيها العديد من الفتيات على الرغم من النقد الذي وجه لهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلا أن المرأة كانت محتشمة وتركز على الهدف التي أحبت أن تصل إليه وقالت: "من الضروري دعم هذه الخطوة بالتزامن مع خطوة السماح للمرأة بممارسة الرياضة بعمل مضامير مجهزة ومعدة لمشي السيدات في الأحساء من قبل الجهات المعنية وعمل مكان يخصص للسيدات بمسارات متعددة للركض فيه بشكل دائم خصوصاً أن في ذلك تأثيراً كبيراً على الصحة على أن يحمل الخصوصية للمرأة، و" الأحساء تركض" تعتبر بداية على الرغم من الملاحظات ومن المتوقع أن تنضج التجربة في الأعوام المقبلة بحيث تشرف هيئة رعاية الشباب والرياضة على مثل هذه الفعاليات ويكون هناك إشراف طبي أيضاً لاسيما أن هذه الفعالية كانت برعاية وتنظيم مستشفى خاص وهذه مبادرة يشكرون عليها، والهدف مساعدة الناس على تبني مبدأ الحركة فالتجربة الأولى بداية ولابد أن تكون منظمة بشكل أكبر في المرات المقبلة". مشاركة محتشمة وثمنت مديرة أكاديمية الكفاح الأهلية بالأحساء وفنانة تشكيلية نجلاء الكثير تجربة الأحساء تركض والتي شاركت في الركض عبر المارثون وقالت: "التجربة رائعة ومختلفة فالناس أكدت على أن لديها فكراً وثقافة ووعياً والجميع جاء ليشارك في مثل هذا المارثون الجميل ومشاركتي تدخل ضمن مشاركة المبتدئة لكنني أتطلع للمنافسة مستقبلاً من خلال التدريب وكثرة المشي وتبقى مشاركتي في أول مارثون يعد في الأحساء تجربة مختلفة في حياتها تفتخر بها". وأضافت: "تم تخصيص ثلاث فئات للرجال، فئة الكبار وفئة المحترف، وفئة الصغار والجميع كان موجوداً في الفئة المناسبة له فكان هناك عدالة بخلاف السيدات الجميع في مضمار للركض واحد إلا أنهن يتطلعن إلى أن يتم مستقبلاً تخصيص مضمار للمحترفات وآخر للمبتدئات وآخر للكبيرات حتى يكون هناك عدالة في المنافسة فتقسيم الفئات حالة ضرورية إلا أن ذلك لا ينفي وجود التنظيم على الرغم من الأعداد الكبيرة للمشاركين بروح إيجابية موضحة أن المجتمع به شرائح مختلفة ومن الطبيعي ألا يكون الجميع راضٍ بركض المرأة ومشاركتها في مثل هذه الفعاليات والمرأة الأحسائية خرجت بشكل محتشم جداً وهي منقبة أيضاً ولم يحدث اختلاط بالرجل على الرغم من أن المرأة في الأحساء منذ القدم تتعامل مع الرجل في الأسواق والأماكن العامة وهي قادرة على فرض احترامها، متطلعين أن يتحول هذا الماراثون إلى حدث سنوي". إحدى السيدات حرصت على المشاركة متابعة كبيرة لأول تجربة ماراثونية نسائية في الأحساء Your browser does not support the video tag.