الكلى هي إحدى أجزاء الجهاز البولي في جسم الإنسان، وتعتبر من أهم أعضاء جسم الإنسان، فهي العضو المسؤول عن تنقية وتصفية الدم من السموم الناتجة عن عملية التمثيل الغذائي، حيث تتراكم نواتج عمليتي الهضم والتمثيل الغذائي في أنسجة الجسم على شكل سموم، وأيضا هي المسؤولة عن التحكم في حجم السوائل وترتيب كمية العناصر مثل الأيونات والأملاح. يوجد بعض الأدوية التي قد تضر الكلى حيث يتم تصفية الأدوية عن طريق الكلى، وهذا يعني أن الكليتين تقومان بإزالة الأدوية من الجسم عن طريق البول، فعند حدوث قصور كلوي، يمكن لذلك أن يسبب تراكم الأدوية، مما ينتج عنه أضرار سلبية على صحة المريض، وتعتبر الكلى من أعضاء الجسم التي تتأثر سريعا بالأدوية، حيث إن هنالك بعض الأدوية التي تقلل من كفاءة الكلى وتضعفها، ومع مرور الوقت قد تسبب فشلاً كلوياً، مما يلزم المريض الذي يتناول هذه الأدوية إجراء فحص دوري على وظائف الكلى للاطمئنان على صحتها والاهتمام بإجراء أي تعديلات في نظام الأدوية، مثل تغيير الجرعات أو استعمال البدائل الآمنة. وهنا دعونا نعرض لكم أبرز أسماء المواد الفعالة للأدوية التي قد تتسبب في إصابة الإنسان بالفشل الكلوي المزمن أو الحاد في حال الإسراف فى تناولها أو استخدامها لفترات طويلة، حيث تقلل هذه الأدوية غالباً من ضخ الدم إلى الخلايا الكلوية، وقد تدمرها بشكل مباشر في الكثير من الأحيان، لذا يجب أن يتناولها المرضى بحذر شديد، وبالأخص الأشخاص المعرضون للإصابة بأمراض الكلى. وأهم هذه الأدوية بعض المسكنات ومضادات الالتهاب غير ستيرودية: ففي حالة الإسراف في تناول مثل هذه الأدوية لفترات طويلة قد تساهم بشكل كبير في الإصابة بالفشل الكلوي الحاد أو المزمن وتزيد خطورة الإصابة في المرضى الذين يعانون أساسا من قصور في وظائف الكلى، لذا فإنه يجب الحذر عند استخدامها من قبل مرضى قصور الكلى واستشارة الطبيب عند الحاجة لها، ومن أبرز هذه الأدوية دواء الأيبوبروفين (ibuprofen) والنابروكسين (naproxen) والميلوكسيكام (meloxicam) والديكلوفيناك (diclofenac). ومن الأدوية قد تتسبب في الفشل الكلوي بعض المضادات الحيوية مثل مجموعة الأمينوجليكوسيد ومنها الجنتامايسن (gentamicin) والأميكاسين (amikacin)، حيث تستعمل هذه المضادات بحذر وتحت إشراف الطبيب وبجرعات مدروسة حسب حالة المريض الصحية ووزنه، فقد ترفع هذه الأدوية فرص حدوث الفشل الكلوي الحاد وتسمم الخلايا الكلوية عند استعمالها بجرعات غير مناسبة مع عدم متابعة وظائف الكلى خلال فترة العلاج. كذلك هناك بعض الأدوية التي تستعمل في علاج بعض الأمراض النفسية مثل عقار الليثيوم (lithium) المستعمل لعلاج الاضطراب الوجداني ثُنائي القطبين، حيث إن لهذا الدواء تأثير سام على الكلى وينصح كل من يتناوله بعمل تحاليل دورية لقياس مستوى الليثيوم بالدم، وإذا كان هناك قصور بسيط بالكلى فإن تناول المستحضرات التي تحتوي على الليثيوم ستراكم من تركيزه في الدم مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة الكلى. أيضاً هناك الأدوية التي تستخدم في علاج مرض ارتفاع الضغط المزمن التى تنتمي لمجموعة مثبطات إنزيم الإنجيوتنسين (ACE inhibitors) مثل الإينالابريل (enalapri l) والليزينوبريل (Lisinopril) والكابتوبريل (captopril) فهي تزيد من فرص الإصابة بالفشل الكلوى الحاد عند استخدامها بجرعات عالية، حيث إنها تعمل عل تقليل تدفق الدم إلى الكلى، وبالأخص عندما يتناول الإنسان كميات قليلة من المياه أو عند كبار السن أو عند الإصابة بأحد أمراض قصور الكلى أو عند استخدام الأدوية المسكنة. ينبغي على أي شخص الاطمئنان على صحة الكليتين بشكل دوري عن طريق إجراء تحليل دم شامل، ومراقبة معدلات الكرياتينين واليوريا، وهذه عبارة عن فضلات يتخلص منها الجسم عن طريق الكلى، ففي حالة ارتفاعهما، فيجب إجراء فحوصات إضافية للتأكد من سلامة الكلية، وننصح بتجنب تناول كميات كبيرة من الأدوية، خصوصاً كبار السن بسبب الأمراض المزمنة، لأن الأدوية بشكل عام تنحل إما في الكبد أو في الكلى، وفي حالة انحلالها في الكلى، فإن ذلك يؤدي إلى اضطرابات في وظائفها، وعلى المدى البعيد، قد يؤدي ذلك إلى فشلها. وفي الختام نظرًا إلى أهمية وظائف الكلى في الجسم فيتوجب المحافظة عليها، وتجنب بعض السلوكيات الخاطئة التي قد تؤثر عليها، وبالتالي قد تؤدي إلى مضاعفات وخيمة، ومن طرق الوقاية: التقليل قدر الإمكان من استخدام المسكنات وتجنب استخدامها لفترات طويلة، والبحث دائماً عن البدائل الأقل تأثيرًا، تناول الأطعمة الصحية والمداومة على ممارسة التمارين الرياضية لخفض مستوى ضغط الدم وتقليل الوزن والتخفيف من مخاطر أمراض الكلى المزمنة، ويجب ألا نغفل الإكثار من شرب الماء يومياً، حيث إنه يساعد الكليتين في التخلص من السموم في الجسم. * قطاع الرعاية الصيدلية Your browser does not support the video tag.