صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله– بالموافقة على إنشاء هيئة عليا لتطوير منطقة عسير باسم "الهيئة العليا لتطوير منطقة عسير"، وذلك ضمن أوامر التنمية الملكية التي أصدرها -حفظه الله- مساء أمس، وعلى ضوء هذا الأمر الملكي يكون للهيئة العليا لتطوير عسير مجلس برئاسة صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير، وصاحب السمو الملكي نائب أمير منطقة عسير نائباً للرئيس، وعضوية م.إبراهيم بن محمد السلطان، ومندوبين على مستوى رفيع من الجهات ذات العلاقة، وثلاثة أعضاء من أهالي منطقة عسير "بصفاتهم الشخصية" من ذوي الخبرة في مجال عمل الهيئة، ويكون للمجلس لجنة تنفيذية برئاسة سمو نائب أمير منطقة عسير، وم.إبراهيم بن محمد السلطان نائباً لرئيس اللجنة، وعضوية عدد كافٍ من أعضاء المجلس، على أن يقوم مجلس الوزراء بإكمال الإجراءات النظامية اللازمة لذلك. تنمية متوازنة ويأتي هذا الأمر الملكي في إطار الاهتمام الكبير من خادم الحرمين الشريفين الذي قال -حفظه الله- حين إعلان ميزانية العام 2018م: "لقد وضعت نصب عيني مواصلة العمل نحو التنمية الشاملة والمتوازنة في كافة مناطق المملكة لا فرق بين منطقة وأخرى"، كما يأتي هذا الأمر تحقيقاً للأهداف التنموية التي وعد بها سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز" حفظه الله" التي تعنى بالتنمية الشاملة لكافة مناطق المملكة المترامية الأطراف تحقيقاً لرؤية 2030م. والذي قال -حفظه الله- في أول لقاء لإعلان رؤية 2030: "هناك أصول ضخمة جداً، وهي مناطق لم تطور بعد في المجال، خصوصاً السياحي أو غيره من المجالات. هذه أصول أتوقع أن يصل حجمها إلى ترليون ريال سعودي". وبذلك يؤكد ولي العهد العهد -حفظه الله- أن كل المناطق تعيش مسيرة تنموية مستحدثة بخطى متوازنة وثابتة للرقي بالإنسان والمكان على كل شبر من أرض هذا الوطن. فيما يأتي هذا الأمر للمكانة التي تتميز بها منطقة عسير في ظل الدعم الدائم من القيادة الرشيدة ومتابعة وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير. عسير مكانة سياحية حيث تشهد عسير مسيرة تنموية حققت من خلالها مكانة خاصة في المجال السياحي. وذلك منذ البدء في تنفيذ مراحل مبادرة (عسير وجهة سياحية رئيسة طوال العام) التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز بالمنطقة نهاية عام 2013 م. حيث استطاعت المنطقة بمتابعة وتوجيهات سموه العمل على ما تضمنته تلك المبادرة من ثلاث خطط لتنفيذها. للوصول إلى الهدف المنشود في العام 2020م الذي يجعل من عسير أفضل وجهة سياحية في المملكة. وهذا ما حقق لمدينة أبها لقب عاصمة السياحة العربية للعام الميلادي المنصرم 2017 بعد أن أقرت المنظمة العربية للسياحة بجامعة الدول العربية فوز مدينة أبها بمنطقة عسير بجائزة لقب عاصمة السياحة العربية، ويأتي ذلك نتاج نجاح المبادرة التي تعنى بتطوير السياحة بالمنطقة بشكل مستدام في ظل المقومات والإمكانات السياحية التي تتميز بها بفضل ما وصلت إليه من تطوير في بنيتها التحتية التي تم من خلالها إنشاء العديد من المشروعات السياحية منها ما تم الانتهاء منه فيما البعض مازال العمل جارياً فيه. وقد ساعدت شبكة الطرق الحديثة المرتبطة مع جميع مناطق المملكة بسهولة الوصول والتنقل إلى مدينة أبها ومحافظاتها، بالإضافة إلى توافر الرحلات الجوية الداخلية مع المدن الرئيسة كافة ودول الخليج عبر مطار أبها الدولي الذي يتم حالياً تطويره ضمن المبادرة لاستيعاب رحلات أكبر دولية وكذلك أعداد للزوار. وقد أكد أمير منطقة عسير في مناسبات عدة أن المنطقة نجحت خلال الأعوام الماضية في استقطاب عدد كبير من الزوار في ظل الخدمات والمقومات السياحية التي تتمتع بها وما تقدمه من برامج وفعاليات سياحية متنوعة وجدت قبول كافة الزوار. مبادرات لتطوير منطقة عسير وقد أشارت "الرياض" في عددها الصادر في التاسع من شهر صفر للعام الحالي اعتزام صندوق الاستثمارات العامة تنفيذ مبادرة لتطوير منطقة عسير ضمن حزمة برامج تعنى بتطوير البنى التحتية والتطوير العقاري عبر عدد من المبادرات التي تهدف إلى تعظيم قيمة أراضٍ غير مستغلة وتحقيق عوائد على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والمالي. وبحسب معلومات أطلعت عليها "الرياض" فإن مشروع المبادرة يهدف إلى جذب حركة سياحية وترفيهية جديدة في جنوب المملكة من خلال مزيج من المرافق السكنية والترفيهية ودور الضيافة التي تستفيد من خصائص الموقع الذي ينفرد بمناخ متميز في منطقة مجلس التعاون لدول الخليج العربية؛ إذ يبلغ متوسط درجة الحرارة 23 درجة مئوية في شهر يوليو، علاوة على أنه يتميز بدرجة حرارة مريحة ورطبة لأكثر من 200 يوم في السنة. وبينت المعلومات أنه سيشمل المشروع وحدات للضيافة، ومرافق سكنية، وأنشطة ترفيهية منها استكشاف المنحدرات، والمتنزهات الصحية، ويتكامل هذا المشروع مع الاستثمارات التي تجري في البنية التحتية الجديدة بما في ذلك توليد الطاقة المتجددة والتقليدية، وشبكة طرق شاملة. وتوقع الصندوق أن يحقق التطوير أهدافاً مباشرة في تعظيم أصوله وتطوير وتنويع فرص الترفيه والقطاع السياحي، وتساند أعمال الصندوق الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من خلال 18 مشروعاً تركز على تقوية البنى التحتية للسياحة بالمنطقة، تشمل مدينة الشباب بالحبلة، ومتنزه طور آل يزيد، ومتنزه بري في تندحة والسد، ومتنزه الأمير سلطان بن سلمان بالنماص، تطوير متنزه جبل مريرة بالنماص، تطوير موقع القحمة الساحلي، تطوير شفا وسد بني عمرو بالنماص، تطوير متنزه الصايرة في بيشة، تطوير جزيرة كندل والمرسى على سواحل منطقة عسير. فيما يتوقع أن يحرك توجه صندوق الاستثمارات العامة نحو منطقة عسير ملف تطوير وسط أبها والذي يشمل ثلاث قرى تراثية تضم "المفتاحة والنصب والبسطة"، إضافة لأحياء الخشع والنصب والعزيزية والمفتاحة والسد على مساحة تتجاوز 2.5 مليون متر مربع. Your browser does not support the video tag.