لقد كانت أكثر سهام ترامب العنصرية على الاطلاق موجهة للجارة المكسيك التي تشترك مع الأميركيين بالانتماء المسيحي، ومنها يأتي أكبر أعداد من المهاجرين الى أميركا. ويعتبر المكسيكان من أكثر الشعوب نشاطاً واسهاماً في العجلة الاقتصادية الأميركية وفي شغل أعمال بسيطة لا يحبذها الأميركيون مثل أعمال التنظيف والحراسة وغيرها من المهن. بدا ترامب منذ بداية ظهوره شخص غير محب للجيران المكسيكيين وخاصة أنه يراهم متطفلين غير قانونيين على الولاياتالمتحدة اذ وصل بعضهم الى الأراضي الأميركية بالتسلل عبر الحدود متهماً اياهم بسرقة فرص العمل من الأميركيين حيث خرج ترامب باستنتاجات يسمعها الأميركيون لأول مرة فراح يقنع السود الأميركيين بأن المكسيكان ياخذون حظوظهم في العمل، نظرية غريبة لكن يبدو أنها جلبت لترامب أصوات غير متوقعة من مختلف الطبقات في أميركا. * ماذا قال ترامب عن المكسيكان : كان أول تصريح لترامب عن المكسيكيين قوله " ليسوا أصدقائنا" " إنهم يجلبون المخدرات والجريمة وهو مغتصبون" مضيفاً "لا بد أن بعضهم جيد" في تغريدة أثناء الحملة قال ترامب : يجب أن ندرس ظاهرة ارتفاع الجريمة في مناطق المكسيكان والسود. ليطلق فيما بعد ترامب وعده الذي يراه المكسيكان مهين بحقهم وهو بناء جدار حدودي للفصل بين الحضارة الأميركية والجارة الغارقة بالفقر والفساد...اضافة الى الغاءه قانون "داكا" وهو قرار من إدارة أوباما يعطي المهاجرين الغير شرعيين الذين جاؤوا وهم أطفال الى أميركا وضع قانوني ورخصة عمل ويخص ب90 بالمئة منه مهاجرين من المكسيك. كما كان ترامب قد تسائل في العام 2014؛ متى سنتوقف عن دفع الأموال للأعداء مثل المكسيك ؟ وطالب ترامب المكسيك بدفع كافة ديونها للولايات المتحدة قائلاً : "نظام العدالة في المكسيك فاسد كما كل شئ في تلك البلاد، أعيدوا أموالنا، وتوقفوا عن ارسال المجرمين عبر الحدود" وأخيراً واجه ترامب المكسيكان بالطلب الذي كسر العلاقة بين البلدين الجارين منذ وصول ترامب للبيت الأبيض حيث قال: "جدار طويل و عريض وضخم سنبنيه ليفصل بيننا وبين تجار المخدرات والمجرمين وسنأخذ ثمنه من المساعدات الأجنبية المقدمة عادةً للمكسيك" مع العلم أن المكسيك تصبح مهددة بالافلاس انهيار اقتصادها لو قطعت عنها الولاياتالمتحدة الاعانات ومسّت قانون "نافتا" وهو اتفاقية التجارة الحرة بين دول أميركا الشمالية (الولاياتالمتحدة ، كندا، المكسيك) * رئيس المكسيك الشاب يتحدى ترامب بقدرات متواضعة : على الرغم من حاجة المكسيك القصوى لأميركا في كل ما يتعلق بإدارة شؤونها ومواردها إلا أن الحكومة المكسيكية فهمت أن ترامب لن يمنحها شئ، فكان خيارها الوحيد هو تحديه وأخذ العلاقة للمزيد من التدهور ليكون هذا فشلاً يسجل لإدارة ترامب في العلاقات الخارجية. وكان من المزمع أن يلتقي الرئيسان ترامب وبينا نييتو في البيت الأبيض في وقت قريب إلا أن الرئيس المكسيكي فضل فهم جدول أعمال الاجتماع قبل زيارة واشنطن حيث أصر الرئيس نييتو على جعل ترامب يتنازل عن مطلب تمويل المكسيك للجدار الأمر الذي تراه المكسيك غير واقعي وخارج قدراتها إلا أن الرئيس ترامب رفض ما دفع برئيس المكسيك لإلغاء الاجتماع للمرة الثانية لنفس السبب بعد أن كان قد ألغى لقاء اخر مع ترامب في العام 2017. وبحسب محللين فإن الرئيس نييتو يأخذ هذا الموقف الحاد من ادارة ترامب تماشياً مع الرأي العام المكسيكي الذي يشعر بالاهانة من قرارات ترامب ونظرته للمكسيكيين خاصة أن نييتو سيذهب لانتخابات رئاسية في يونيو تموز المقبل. وكان الرئيسان ترامب ونييتو قد التقيا في اجتماع لمجموعة العشرين في ألمانيا بعد تنصيبه تجنب الطرفان خلالها الحديث عن مسألة تمويل الجدار. وبحسب مايكل شيفتر، رئيس حوار البلدان الأمريكية، وهو مركز بحثي في واشنطن، فإن قرار إلغاء الزيارة كان مفهوما حيث أن موقف الرئيس بينا كان سيكون ضعيف جداً لو حضر الاجتماع ووافق على دفع ثمن الجدار وخاصة أن الأكثر تقدماً في سباق الانتخابات الرئاسية المكسيكية هو اليساري لوبيز اوبرادور الذي يملك حس قومي مكسيكي عالي جداً ويستعد للتصدي لترامب بشراسة أكبر. Your browser does not support the video tag.