هنا لا أتكلم عن أساسيات وعمق مسؤولية المسؤول وواجبه في القيام بعمله تجاه بعض الحالات الإنسانية المحتاجة، مثل نقل مريض بالإخلاء الطبي أو علاجه خارج المملكة متى تعذر علاجه داخلياً ولا أتكلم عن مساعدة ذوي الظروف الخاصة من المعاقين وضمهم لمؤسسة مختصة...، ولا نقل معلمة استشهد زوجها في مهمة حماية الوطن سواء على الحدود أو على رصيف مدننا.... ولكن ما أقصده هنا ما يرتبط بالعمل الإنساني كقيمة إضافية ليست من بديهيات مسؤولية الوزير.. جميعنا يعلم يقيناً الحالات الإنسانية التي تعالج مثلاً على الحساب الشخصي لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده ولم نرَ في يوم من الأيام خبر لقناعتهم أن ذلك منطلق من مسؤوليتهم ومن عمق حسهم الإنساني...، كما نرى حالات إنسانية كثيرة يتوقف النشر والطرح الإعلامي عنها وبالسؤال يتبين أن الرعاية الأبوية شملتهم بعيداً عن الأضواء الإعلامية... اليوم للأسف نرى بعض المسؤولين للأسف يحول بعض المواقف الإنسانية لخبر إعلامي يتجمل به....، الخطورة هنا أن بعض تلك الأخبار تصيب الفرد وأسرته ببعض الانكسار وهذا يتنافى مع سياسة الحكومة السعودية التي يؤكد فيها خادم الحرمين الشريفين دائماً أن المواطن أولويته وخدمته واجب على الجميع... مشكلة بعض مديري مكاتب الوزراء أنهم يقومون بعملهم بطريقة تفتقر للحصافة وإدراك قيمة كرامة وكبرياء الآخر ويبحثون عن تلميع الوزير وإن كان بذر التراب على وجه الآخر....، وهذا خطأ وبشاعة في ممارسته لعمله المهني والإنساني... عندما يقوم وزير بمساعدة موظف سابق في وزارته لأي ظرف فهذا ليس خبراً مناسباً للنشر لأن المسؤول المدرك لواجباته لا ينشر كل تفاصيل عمله اليومي...، وحين يقوم رئيس نادٍ بزيارة لاعب مقعد بعد أن جلب البطولات لناديه فهذا ليس منجزاً....، المنجز حينما يقوم هذا المسؤول باستحداث نظام يحمي جميع من عملوا بالوزارة ويحفظ حقهم وإنسانيتهم وكرامتهم....، والإنجاز حين يقوم رئيس النادي بعمل نظام يحمي حقوق جميع اللاعبين وخاصة من خذلتهم قدراتهم في استثمار شهرتهم في حينها وحماية حقوقهم وحقوق أسرتهم... دون أن يتسبب كل ذلك بأذى نفسي لهم أو جرح كرامتهم وأسرهم ودون أن نرى صورهم وهم في حالة ضعف بدني أو نفسي....، فالإنسان كرامة وكبرياء وليس كائناً مجرداً من الأحاسيس والكبرياء والكرامة...، مجرد كائن يكفيه ملء بطنه ثم إحاطته بسور بارد لا إنسانية فيه ولا كرامة ولا تقدير لحقه وحق أسرته... مشكلة بعض مديري المكاتب أنهم ينظرون للموقف من زاوية واحدة وهي رئيسهم بسعيهم لتلميعه واستثمار قنوات التواصل الاجتماعي لإضفاء صفات الإنسانية والمتابعة والحرص والمثابرة ويغفلون عن زاوية لا تقل أهمية وهي أيضاً ترتبط بمهمات المسؤول وهي الحفاظ على كرامة المواطن بصرف النظر عن نوع حاجته.... من حق المسؤول أن يبحث عن بريق الضوء ولكن ليس على حساب مواطن محتاج، وليس من حق إدارة مكتبه استغلال حاجة مواطن لتلميع معاليه... ولعل الناشطين الواعين في منصات التواصل الاجتماعي يقومون بدورهم في حماية المواطن البسيط والحد من تلميع مسؤول تأخر في أداء واجبه فحوله لمبادرة إنسانية. Your browser does not support the video tag.