ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمهرجان الجنادرية للتراث والثقافة 32 نظم نادي الرياض الأدبي ندوة بعنوان «واقع الأدب في الإعلام الجديد»، تحدث فيها الدكتور عبدالرحمن المحسني والدكتور فواز اللعبون وأدارها الدكتور صالح المحمود. حيث بدأ المحسني حديثه بالتأسي على الأدب العربي المهدر في مواقع التواصل الاجتماعي موضحاً أن هذه المواقع قد تندثر وتزول يوماً كما زالت المنتديات والمدونات الإلكترونية الشخصية ففقد الكُتاب نتاج أفكارهم، خاصة أولئك الذين لم يحفظوا ويؤرشفوا أعمالهم. داعياً المؤسسات الثقافية إلى تبني مشروع يعمل على حفظ هذه النصوص وملكياتها الفكرية، لأنها بطبيعة الحال قد تشكل في يوم من الأيام حالة أدبية تستحق الوقوف والدراسة من قبل المهتمين. ثم عرض ورقته التي عنونها بفن أدب الرسائل الأدبية القصيرة جداً حيث تناول عدة مباحث علمية منها الامتداد التاريخي لهذا الفن وأركانه التي يجب أن يقوم عليها ومعايير الحكم عليه وتقييمه، مستعرضاً بعض النماذج لمن طرقوا باب هذا الفن قديماً وحديثاً، ومتناولاً ومضاتهم وتواقيعهم التي لخصت شكل هذا الفن الأدبي. وبيّن أن دراسة هذا الفن الأدبي يمكن أن يرسخ لشكل أدبي لم يطرق كثيراً ولكنه أدب قائم له سماته الخاصة، وقال: إن هذا النوع من الأدب قد يلتقي مع فن القصة القصيرة جداً ولكنهما يفترقان عند سمة معينة. ثم تحدث الدكتور فواز اللعبون عن محورين هي تجربة الأديب ونظرة الناقد، حيث سرد تفاصيل تجربته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وما واجهه من إيجابيات وسلبيات وكيف تلقى الجمهور تجربته، موضحاً أن وسائل التواصل قد فتحت آفاقاً للتفاعل بين الأديب والجمهور. ثم تحدث عن نظرة الناقد وقد قسم النقاد من حيث تقبلهم للأدب المكتوب عبر هذه الوسائل التقنية بين متصالحين وساخطين، كما قدم رصداً للأدب المكتوب على مواقع التواصل الاجتماعي وماهية أشكاله وكُتابه. «الرياض» وجهت سؤالاً للمحاضرين عن أدب مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يبدو فاقداً للقيم الأدبية ولا يرتقي للتصنيف ضمن الأجناس الأدبية؟. وعلق المحسني قائلاً: أن مشكلة تجنيس الأدب ستظل قائمة بشكل دائم، وهذا يدعو إلى استمرار الدراسات التي تستطيع تصنيف الأشكال الجديدة، مطالباً بمشروع وطني يحفظ الأدب. بينما علق اللعبون قائلاً: إن النقاد لابد أن يهموا بأداء أدوارهم التوجيهية، خصوصاً تجاه الأجناس الجديدة التي لم نألفها من الأدب، إنما لابد من مراعاة أدوات النقد وعدم اعتبار الرأي النقدي قبلة لا يمكن للأدباء أن يحيدوا عنها. Your browser does not support the video tag.