زعموا أن ثعلباً أتى أجمة فيها طبل معلق على شجرة، وكلما هبت الريح على أغصان تلك الشجرة حرّكتها فضربت الطبل، فسُمع له صوتٌ عظيم باهر. فتوجه الثعلب نحوه لأجل ما سمع من عظيم صوته، فلما أتاه وجده ضخماً، فأيقن في نفسه بكثرة الشحم واللحم، فعالجه حتى شقه، فلما رآه أجوف لا شيء فيه قال: لا أدري لعل أفشل الأشياء أجهرها صوتاً وأعظمها جثةً. عام 1996م أمر الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - شبكة أوربت بإيقاف قناة بي بي سي النسخة العربية التي انطلقت عبر الشبكة، تنبه الملك فهد بذكائه الألمعي لخطورة وخبث مقاصد تلك البذرة الناشئة التي تعاقدت معها أوربت بحسن نية ولم تتنبه لمقاصدها الخفية. رفض الملك أن ترعى السعودية ولو كان بشكل غير مباشر قناة تقوم على تجميع شذاذ الأرض من كل حدب وصوب، وفتح الاستديوهات لهم ليكون هدفهم الوحيد هو تجييش الشعوب ونشر الأكاذيب والأراجيف لهدم مقومات واستقرار الدول العربية. تلك القناة الناشئة التي لفظها واقتلعها فهد بن عبدالعزيز هي ذاتها التي شكلت نواة قناة الجزيرة. حينما استشعر حمد بن خليفة ومهندس سياسته الخارجية حمد بن جاسم قلّة الحيلة وانعدام التأثير ألقى الشيطان في روعهم استقبال شذاذ أوروبا الذين طردهم الملك فهد وأغلق قناتهم ولم يقبل بساقط قولهم ودناءة فكرهم وكذب حديثهم. رعى حمد بن خليفة وحمد بن جاسم تلك البذرة حتى أصبحت شجرة خبيثة ألقت ثمارها الفاسدة في كل بلد عربي. ولكن! لم يدُر في خلد الحمدين حينما ضحكا الضحكة الغادرة وهما يستمعان لما يُقال في تلك القناة أن ضحكهما سيكون بكاءً! فالقناة التي أنشؤوها ليكون هدفها الكبير والأهم أن تكون حربة في خاصرة المملكة والمدخل والأداة الوحيدة لهم لمعرفتهم بعجزهم عن مناكفة الجارة الكبيرة عظيمة الاتساع والتأثير. إن عقداً من الزمن امتدّ من عام 1996م إلى 2006 روّجت فيه قناتهم كل الأكاذيب والأساليب الدنيئة وكل الضيوف شذاذ الآفاق الذين أغرقتهم بالأموال لينالوا من المملكة! لم يخطر ببالهم لحظة واحدة أن قناتهم لم تحرك ساكناً داخل المملكة القوية المتماسكة بفضل الله أولاً ثم بفضل سياسات حكامها الحكيمة الرشيدة وشعبها الوفيّ الأبي.. واليوم نرى أن تلك الشجرة الخبيثة قد أصبحت في خريف تأثيرها. فلم يعُد لتقاريرها ولا ضيوفها ولا مذيعيها ولا أساليبها الاستخباراتية أي تأثير لا على الداخل السعودي ولا على المستوى العربي أو الإسلامي أو حتى العالمي الذي فشلت فيه قناة الجزيرة الإنجليزية فشلاً ذريعاً، جر خسائر مادية لا أول ولا آخر لها لدويلة الحمدين. ولا يستغرب أحد أن يتنبه القائد السياسي المحنك القارئ النهم الملك سلمان بن عبدالعزيز - الذي تعلم أرفع أساليب سياسة الدول والشعوب من ملوك المملكة، وكانت تُوكل إليه أصعب القضايا والمشاكل الكبرى من ملوك المملكة، فيقوم بحلحلتها بكل حنكة وألمعية وحكمة -، وأن يتصدى لمحاربة سياسات نظام الحمدين وأدواتهما لنشر الخراب والفوضى في المنطقة العربية. Your browser does not support the video tag.