صح النوم .. هو أقل ما يمكن أن يُقال للاتحاد السعودي لكرةالقدم بعد بيانه الذي أصدره الثلاثاء الماضي معلنًا فيه عن دعم أسطورة الكرة السعودية والعربية والآسيوية سامي الجابر بعد الاتهامات والافتراءات والإساءات التي طالته من بعض المتعصبين عقب إقالته من مجلس إدارة الاتحاد ببيان باردٍ وخالٍ من أدنى درجات اللباقة والتقدير لنجمٍ خدم الكرة السعودية ورفع راية بلاده خفاقة في المحافل القارية والعالمية عقدين من الزمان. اتحاد كرة القدم استيقظ فجأة وقرر أن يصلح ما أفسده بعد أكثر من عشرة أيام من قراره الغامض الذي جاء بطريقة جافة وصياغة غريبة وعبر بيان رفض من صاغه وأملاه تضمينه كلمة شكر روتينية مغلفة اعتدنا أن نراها في بيانات إقالة لمدربين أجانب وشخصياتٍ رياضية أقل شأنًا من نجم بحجم سامي بن عبدالله الجابر الذي أجزم أنَّه خدم الكرة السعودية والوطن أكثر من كل أولئك الذين ساهموا في إصدار القرار وصياغة البيان. الآن استيقظ اتحاد القدم وقرر أن يشكر سامي وأن يستنكر تلك الاتهامات والشائعات المغرضة التي روج لها كارهوه المتعصبون في الأسبوعين الماضيين وحاولوا من خلالها أن ينطحوا بقرونهم الواهية هذا الجبل الجابري الشامخ الذي ستظل سمعته ونزاهته أكبر من أن تلطخها أقلام وأفواه بعض المتأزمين الذين قفزوا عن طريق الخطأ لست بصدد مناقشة القرار وأسبابه التي لاتزال غامضة، ولا بصدد الحكم على القرار وصحته ومنطقيته، فهذا شأن عادل عزت، والإقالة أمرٌ طبيعي ومتوقع لكل من يعمل في نطاق المستديرة، لكن الذي يجب أن يتحفظ عليه كل من عاش انتصارات وإنجازات الكرة السعودية مع جابر عثراتها هو الطريقة التي تمت بها الإقالة والصياغة التي كتب بها بيان الإعفاء؛ والتي لا تليق بأي شخصية رياضية قدمت القليل للكرة السعودية، فكيف لها أن تليق بسامي؟!. بيان اتحاد كرة القدم الذي حاول من خلاله أن يصلح ما أفسده «قل الدبرة» وغياب الحكمة لم يكن متأخرًا وحسب؛ بل كان ناقصًا، إذ لم يكن كافيًا الإنكار على المسيئين لسامي الجابر وتقديم الشكر المتأخر له، بل كان يجب أن يتضمن البيان اعتذارًا صريحًا للكابتن سامي، لأنَّ اتحاد كرة القدم ببيانه الأول وصياغته المثيرة للريبة هو من فتح الأبواب مشرعةً للإساءة لسامي وتأليف القصص الخيالية والشائعات المغرضة عن أسباب الإقالة، وهو من منح الفرصة لمتعصبي الوسط الرياضي وسقط متاعه لممارسة هوايتهم في الدخول بذمم الآخرين وتشويه سمعة الشرفاء واتهام الأبرياء من أجل تصفية حسابات رياضية رخيصة لن تنفعهم يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون. Your browser does not support the video tag.