يكاد يكون الأسبوع الأخير من شهر يناير أن يُسمى بدافوس من كثرة ترديد هذاالاسم سنوياً في جميع وسائل الإعلام بسبب شُهرة هذه القرية الصغيرة باستضافة الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي. خلف كل هذا الزخم الكبير للمؤتمر ذاته منظمة (غير ربحية). وفكرة هذا المنتدى بدأت العام 1971م من البروفيسور KlausSchwab وكان الاجتماع الأول بحضور 444 مديراً تنفيذياً وشخصيات اعتبارية على مستوى الشركات الأوروبية فقط وهو ما كان يتناسق مع مسمى هذا المنتدى سابقاً EuropeanManagement Forum والذي تم تغييره إلى المسمى الحالي العام 1987م. بدأ هذا المنتدى بفكرة جمع رؤساء الشركات الأوروبية على طاولة واحدة وتبادل الخبرات في مجال الأعمال تحديداً لكن بعد ثلاث سنوات فقط من بدايته دخل الساسة للمنتدى وذلك العام 1974م. وتوسعت كما ذكرت سابقاً لتكون منصة دولية بدلاً من أوروبية تتسع قاعدتها للأمور السياسية والاقتصادية وغيرها لتكون مظلة للجميع. هذه المنظمة لديها حسب آخر تقرير سنوي (2016م) صادر لها على موقعها الإلكتروني 452 موظفاً يعملون بدوام كامل. بعد أن كان 337 موظفاً في العام 2011م. وإيرادات هذه المنظمة السنوية العام 2011م 158 مليون فرنك سويسري وارتفعت لآخر تقرير مالي لها للعام 2016م لتصل 228 مليون فرنك سويسري. ولأنها منظمة غير ربحية فمصروفاتها السنوية مقاربة بشكل كبير لمداخيلها السنوية. من هذه الإيرادات الضخمة فإن إجمالي مبالغ العضويات ما زال ثابتاً في منطقة 35 مليون فرنك سويسري. بينما بند الشركاء زاد من 77 مليون فرنك العام 2011م حتى 143 مليون فرنك في العام 2016م. وحسب أسعار المنظمة فإن أسعار العضويات السنوية فيها التي تتيح لك فرصة الحضور للمنتدى الاقتصادي تتراوح ما بين 64 ألف دولار وحتى 640 ألف دولار سنوياً. كل ما سبق هو حديث عن منظمة (غير ربحية) بأعمالها هذه تغلبت بالجودة والدقة والإحسان على كثير من الشركات القائمة أساساً على الربحية وتعظيمها. حدث سنوي اقتصادي يجذب إليه أهم وسائل الإعلام ويستضيف أبرز القادة والشخصيات العالمية على مختلف مدارسهم السياسية والمالية وكل ذلك يقام في دولة ليس لها ذات الثقل الاقتصادي أو السياسي لكثير من الدول التي تستضيفهم سنوياً بهذا المنتدى. وهو ما يبعد تبرير مكانة المنتدى العالية من مكانة وثقل الدولة المستضيفة سياسياً أو اقتصادياً. ما زالت المملكة في مراحل إعادة الهيكلة للقطاع الثالث والفرص أكبر بكثير من أن تفوت لأن تتميز بعض المؤسسات المحلية لدينا ليكون لديها دور ريادي في صناعة صورة ذهنية للمملكة الجديدة. والأمر المهم أن المنتدى الاقتصادي قام وتأسس من مجهود فردي وليس نتيجة لدعم حكومي سخي متكرر لذلك غياب الدعم المالي ليس عذراً للتباطؤ. Your browser does not support the video tag.