يسود الترقب بين المسؤولين السياسيين والاقتصاديين الثلاثة الاف المشاركين منذ ثلاثة أيام في منتدى دافوس، اذ يتعين عليهم الانتظار من أجل الاستماع الى كلمة الرئيس الاميركي دونالد ترمب التي سيلقيها اليوم في المنتدى، وسط تساؤلات حول ما اذا كان سيكرر رسالة «أميركا أولا» او سيحاول استمالة النخب الحاضرة. وكتب ترمب في تغريدة قبل ان يستقل المروحية التي نقلته الى المطار: سأتوجه قريبا الى دافوس بسويسرا لاروي للعالم كم هي رائعة اميركا والامور فيها على ما يرام، اقتصادنا ينطلق الان وسيمضي في هذا الاتجاه بفضل كل ما اقوم به، بلادنا اخيرا على طريق الفوز مجددا. واكد وزير الخزانة ستيفن منوتشين ان هذه الرحلة تركز على رسالة «اميركا اولا» لكنها تشمل العمل مع سائر دول العالم. واضاف ان ترمب يدافع عن المصالح الاميركية على غرار القادة الاخرين. وسيعقد ترمب مشاورات مع رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة الخاصة» بين البلدين توترا، وكذلك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الرواندي بول كاغامي. وتثير هذه الزيارة مشاعر متضاربة، فاصلاح ترمب الضريبي مؤخرا أدى الى تحسن كبير في وول ستريت ومعدل نمو ثابت، وهذا من شأنه ان يلقى استحسان ارباب المؤسسات وكبار المصرفيين. لكن خطابه الدفاعي وتناوله مواضيع جيوسياسية حساسة تتناقض مع اجواء التوافق السائدة عادة في دافوس حيث تطغى على النقاشات مواضيع التبادل الحر والمبادرات الخيرية. والتناقض يمكن ان يكون كبيرا مع الترحيب الحار الذي حظي به رئيس الوزراء الهندي ناريدندرا مودي أو نظيره الكندي جاستن ترودو او الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وكلهم دعوا الى عولمة افضل تسعى الى تقليص الفوارق وانعدام المساواة. وقال ماكرون انه نصح ترمب بشدة للقدوم الى دافوس لعرض استراتيجيته والاستماع الى افكار اخرى ويشارك في هذا التعدد الثقافي في اجواء بعيدة عن الرسمية. ويبدو ان بعض المبادرات الاميركية الاخيرة تزيد من المخاوف على غرار الاعلان عن فرض ضرائب كبيرة على بعض الواردات من آسيا ومن بينها الالواح الشمسية المستوردة من الصين. من جهة أخرى، ابدى الرئيس الاميركي استعداده للخضوع لاستجواب من جانب المحقق الخاص روبرت مولر المكلف بالتحقيق في حصول تواطؤ محتمل بين فريق حملته الانتخابية وروسيا. وقال ترمب: أريد فعلا القيام بذلك، وسأقوم به تحت القسم، دون شك، مشددا على عدم حصول اي تواطؤ بين فريق حملته وروسيا. واذا كان التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الاميركية الأخيرة محسوما بالنسبة الى اجهزة الاستخبارات الا ان مولر يحقق حول تواطؤ محتمل بين فريق ترمب والكرملين. Your browser does not support the video tag.