توقع خبراء أن تشهد أسواق النفط خلال الربع الأول من العام 2018م انتعاشاً ملحوظاً، ونمواً في الاستثمارات النفطية قصيرة الأجل أغلبها في أميركا الشمالية وتراجعاً في الاستثمارات الطويلة الأجل. وبينوا أن الطلب العالمي على النفط سيشهد زيادة في النصف الثاني من العام الحالي، وأن المسؤولين في اتفاق الخفض النفطي لا يفضلون حدوث ارتفاع كبير للأسعار حفاظاً على قوة الطلب العالمي. في ذات الشأن قال ل "الرياض" الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول OAPEC عباس النقي المستويات الحالية للأسعار انعكاس للجهود المبذولة عبر اتفاق الخفض النفطي بين أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والأعضاء الآخرين من خارجها، فما تشهده الأسواق النفطية العالمية اليوم من تحسّن واضح لمستويات الأسعار هو نتاج الجهود المبذولة خلال الأشهر الماضية التي تهدف للوصول إلى مرحلة توازن الأسعار. وأضاف القدرة على امتصاص تأثيرات الفوائض النفطية من خلال تصريفها بعوامل مشتركة من قبل المنتجين أسهم جلياً في حالات الارتياح التي تعيشها الأسواق اليوم. بدوره قال الخبير النفطي الدكتور أنس الحجي سيكون الوضع غريباً نوعاً ما من الناحية الاستثمارية في الربع الأول لعدة أسباب أهمها أننا في مرحلة انتعاش، ونمو الاستثمارات سيكون أكثر من ضعف مما كان عليه في العالم الماضي، إلا أنه سيكون أقل بشكل ملحوظ من كل فترات الانتعاش السابقة وسيكون أغلب النمو في أميركا الشمالية، والتي تتضمن كندا والولايات المتحدة والمكسيك، وما يميز هذه الفترة هو أن هنالك انتقالاً من الاستثمار في المشروعات طويلة الأجل في المياه العميقة وفي أماكن مختلفة في العالم إلى المشروعات القصيرة الأجل في النفط والغاز الصخريين، بعد دخول بعض عمالقة شركات النفط بقوة في مناطق الصخري المشهورة، وسينتج عن هذا انخفاض ملحوظ في الاستثمارات في المياه العميقة، وسيكون لهذا التحول نتائج قد تنعكس سلبياً على شركات النفط العالمية؛ لأن نوعية النفط المنتجة من استثمارات النفط طويلة المدى تختلف عن نوعية النفط المستخرج من الصخري والمصافي بشكل عام لا تفضل النفط المنتج من الصخري لأنه خفيف جداً وحلو، بينما تفضل المتوسط والأثقل والأحمض. وتابع بقوله بالنسبة للأسعار فإن الواضح الآن هو أن الطلب سيزيد بشكل كبير في النصف الثاني من العام، ويتوقع زيادة الأسعار رغم زيادة إنتاج الصخري، فالاختلاف بين الخبراء الآن يدور حول الأشهر الخمسة المقبلة والتي عادة ما ينخفض فيها الطلب على النفط، ويتضح من تصريحات مسؤولي دول أوبك وخارجها أنهم لا يريدون ارتفاعاً كبيراً في الأسعار لسببين الأول الحفاظ على النمو القوي للطلب العالمي على النفط والثاني منع نمو الإنتاج من خارج الدول المشاركة في الخفض النفطي خاصة إنتاج النفط الصخري، وهذا يعني أنه إذا استمرت أسعار النفط بالارتفاع فإن بعض الدول ستزيد إنتاجها. وأضاف الدكتور الحجي عند الحديث عن أسعار النفط لا يمكن تجاهل العوامل السياسية في الدول المنتجة خاصة في كولومبيا وليبيا ونيجيريا وفنزويلا. Your browser does not support the video tag.