وقع الأحد الماضي تسعة لاعبين سعوديين عقوداً احترافية لستة أشهر مع أندية إسبانية تفعيلاً للاتفاقية المبرمة قبل أشهر بين هيئة الرياضة السعودية ورابطة "الليغا" الإسبانية. اللاعبون هم سالم الدوسري "فياريال" وفهد المولد "ليفانتي" ويحيى الشهري "ليجانيس" وعبدالمجيد الصليهم "رايو فاليكانو" وعبدالله الحمدان "سبورتنق خيخون" ونوح الموسى "بلد الوليد" وعلي النمر "نومانسيا" وجابر عيسى "فياريال B" ومروان عثمان "ليجانيس B". من حيث المبدأ الفكرة صحيحة وانتظرناها طويلاً، لكن من حيث الواقع فتطبيقها خاطئ لأنها برأيي تفتقد تقريباً لكل أركان الاحتراف الحقيقي. عندما تريد صناعة محترف حقيقي يجب أولاً أن يملك اللاعب الرغبة، وفي ظل غموض معايير اختيار اللاعبين التسعة تبقى رغبتهم في الاحتراف محل شك، وبالتالي فإن انضباطهم وعقليتهم وغيرها من القواعد الأساسية للاحتراف أيضاً محل شك. ركن آخر مفقود في التجربة وهو إيمان الأندية الإسبانية بجودة اللاعب السعودي بدليل أن كل عقود اللاعبين التسعة لم تتجاوز ستة أشهر، على خلاف عادتهم باستثمار المواهب لعقود طويلة الأجل. الركن الثالث الذي افتقدته التجربة هو التدرج، فاللاعب السعودي لم يقدم أوراق اعتماده في أوروبا، كما فعل اللاعب الياباني أو الكوري الجنوبي أو الأسترالي، ليحظى بفرصة اللعب مباشرة مع فرق النخبة، وهذا يجعل مشاركة سالم مع رابع الدوري الإسباني"فياريال" وزملائه محل شك، فالبداية الصحيحة للاعب يحبو احترافياً، عادة تكون من دوريات بلجيكا أو سويسرا ويتدرج حتى يصل للدوريات الكبرى ومنها "الليغا" الإسبانية. الركن الرابع المفقود هو المرحلة العمرية، فلاعبون مثل نوح وسالم بعمر 26 عاماً عملياً فاتهم قطار الاحتراف الأوروبي، ومثل هذا المشروع يجب أن يهتم بلاعبي الفئات السنية، وليس لاعبين مثلوا المنتخب الأول لكرة القدم، ولم يعد بالإمكان رفع جودة تكوينهم أو زيادة مستوى مهاراتهم الأساسية. السطر الأخير إذا كنا نرغب باحتراف لاعبينا في أوروبا يجب أن نقدم مشروعاً حقيقياً وليس قرارات ارتجالية، ويجب أيضاً أن نكون صبورين على التجربة لأنها بالتأكيد لن تؤتي ثمارها في ستة أشهر فقط. ما تم أول من أمس هو معايشة وليس احترافاً حقيقياً، سنأخذ من الاحتراف الأوروبي قشوره ولن نصل لجوهره ونحن نهمل أركانه الحقيقية. Your browser does not support the video tag.