تواصل عجلة التنمية والتطور في المملكة وسيرها قدماً بخطى متزنة يتعزز استقرارها الاقتصادي والسياسي عاماً بعد عام مبشرة بتحول ناجح 2020م وتوجه متقن لتحقيق رؤية 2030م، وهذا بفضل الله قبل كل شيء ثم حنكة القيادة وجهود المخلصين من أبناء الوطن. وتزداد المسؤولية على أفراد المجتمع السعودي كافة كل من واقع تخصصه ومجال عمله للإسهام في استمرار هذا النجاح وتحقيق أفضل النتائج محلياً وإقليمياً ودولياً. وأصبحت المملكة كما هو معهود عنها في مصاف الدول المتقدمة في كل المجالات وفي مقدمتها الاقتصاد والسياسة، وهذه النجاحات المتلاحقة والاستقرار المتين للمملكة العربية السعودية على مدى عقود من الزمن زاد من لهيب البغض بقلوب الأعداء وفي مقدمتهم إيران وقيادة دولة قطر والحاسدين، وفي المقابل زاد من صلابة السعودية وقوتها ضد مكائدهم ومخططاتهم المعادية أينما كان تواجدهم في قارات العالم الخمس ومهما تنوعت وسائل وأدوات وطريقة التعدي سواء في دول الجوار أو غيرها. وظهر في مطلع شهر يناير من العام 2018م سيف الإسلام بن معمر القذافي أمام العلن عبر حسابه الشخصي في شبكة التواصل الاجتماعي ليصرح بحقائق يسجلها للتاريخ كشهادة منه وبصدق وأمانة حيث يقول فيها للعالم وللأمة العربية: إن السعودية لا تخون أعداءها حتى تخون أصدقائها، وأكد بقوله:" إننا أكثر من ناكف السعودية إلا أنها لم تخنّا أو تنتقم منا حتى عندما حانت لها الفرصة"، ومشدداً تأكيداً لكلامه أن ما يحرك السياسة السعودية هي المبادئ الإسلامية السمحة لا المصالح. وأضاف: "تخاصمنا مع السعودية وربما فجرنا بالخصومة معها ومع ذلك عندما احتجناها وجدناها بجانبنا، وقضية لوكربي خير شاهد، وعندما بدأت الثورة ضد النظام الحاكم في ليبيا رفضت التدخل بشؤوننا، بينما قطر وعلى الرغم من كونها حليفاً لنا كانت أول من يطعننا وينهش لحمنا. النظام القطري لا أخلاق أهل الإسلام لديه ولا مروءة أهل الجاهلية". وشدد أنه رجل يقول الحقيقة ولو على نفسه، ففي ذروة خلافهم مع السعودية وعندما اشتد الحصار عليهم يصف قائلاً: "لم نجد من نلجأ إليه إلا السعودية، فكانت كالأم الرؤوم ووضعت الخلاف خلف ظهرها كأن شيئاً لم يكن ومضت لحلحلت تلك القضية المعقدة حتى رفع الحصار عنا". واستشهد ابن القذافي على سبيل المثال لا الحصر بمواقف السعودية مع الجزائر في حرب الاستقلال، ومع فلسطين ومصر ضد العدو الصهيوني، مع العراق ضد إيران، مع ليبيا في قضية لوكيربي، ووقفت مع اليمن الآن، وفي جميع مراحل صدام الأمة مع أعدائها السعودية كانت بصف الأمة، ثم ألمح قائلاً: "ماذا عنكم يا من تشتموها؟!". وفي نهاية أقواله قدم نصيحة صريحة نابعة من إخلاص لجميع العرب في أرجاء الأرض، يقول فيها: "يا قومي إني لكم من الناصحين: لأجل أوطانكم ومستقبلكم كونوا يداً واحدة خلف السعودية، وانظروا لنا نحن الذين وقفنا ضدها تنازعنا وفشلنا وذهبت ريحنا". فهل يستفيق من يعلو منابر الفضائيات وقادة البلدان العربية التي تعادي السعودية الآن فيستمعون إلى نصيحة سيف الإسلام القذافي ويسعون لتجنب التجني عليها وعدم المكابرة ويبادرون إلى مد أيديهم للتصالح ويكونوا يداً واحدة خلف السعودية والتعاون معها بإخلاص، ويعلمون حقاً أنهم متى فعلوا ذلك وجدوا المملكة العربية السعودية تنسى ما حصل وتجعله خلفها، وتقدم مبادرات الخير والسلام لهم. Your browser does not support the video tag.