هو عرضٌ لأسباب كثيرة ينتج عنها ألم في منطقة أسفل الظهر في الفقرات القطنية، وربما يمتد الألم للمناطق المرتبطة بها كالردفين أو الرجل (أي الفخذ أو الساق أو القدم)، وقد يصاحب ذلك تنميل في أحد هذه المناطق. وفي الحالات السيئة جداً ينتج عن هذه المشكلة ضعف في بعض العضلات أو فقد الإحساس أو فقد ردة الفعل الانعكاسية العصبية للأوتار العضلية، وتسمى الحالة عرق النّسا حين يمتد الألم من الفخذ للقدم. ويعاني من ألم أسفل الظهر حوالي 80 % من الناس مرة واحدة على الأقل خلال حياتهم، ولحسن الحظ فإن حوالي 90 % أيضاً من المصابين يتحسنون خلال شهرين بغضّ النظر عن نوع العلاج المستخدم، وحوالي 99 % يتحسنون خلال سنة واحدة كما ذكر في أحد الأبحاث. ولحسن الحظ فإن 1 % فقط يحتاجون للجراحة من أجل حل المشكلة، وتنتشر مشكلة ألم أسفل الظهر بين العمرين 30 و 60 سنة، ويكون غالباً بسبب الغضاريف في الأعمار من 20 إلى 40 سنة، وبنسبة 5 % فقط سنوياً، وينتشر بين الرجال والنساء على حد سواء تقريباً، وتعتبر 97 % من الأسباب غير معروفة بدقة. ويتكون العمود الفقري من 7 فقرات عنقية (الرقبة ) و 12 فقرة صدرية و5 فقرات قطنية (أسفل الظهر) و5 فقرات عجزية ملتحمة و4 فقرات ذيلية (العصعص) ليكون مجموع الفقرات 33 فقرة، وما يهمنا هو منطقة أسفل الظهر أي الفقرات القطنية، ويفصل بين كل فقرتين غضروف قوي يتكون من ألياف وسوائل وفي وسط هذا الغضروف نواة هلامية، ويربط الفقرات مع بعضها البعض أربطة من جميع جوانبها إضافة إلى الأوتار والعضلات ومفصلين جانبيين إضافة إلى مفصل الديسك أو القرص، ومهمة هذه الأنسجة كلها إعطاء الشكل الخارجي للعمود الفقري وامتصاص الصدمات خلال الحركات وربط الأنسجة بعضها ببعض لتعطي قوة ودعامة إضافة إلى الحركة. وتتكون الفقرة ذاتها من جسم مصمت من الجهة الأمامية وفتحة من الخلف، وهذه الفتحات تكوّن معبراً حامياً للحبل الشوكي، ويخرج من الحبل الشوكي من جانبي كل فقرة عصب يتفرع ويشتبك مع غيره ويمتد إلى العضلات والجلد وبقية الأنسجة، وهذه الأعصاب هي التي تنقل السيالات والإشارات العصبية للجلد والعضلات لتمدّنا بالإحساس والحركة. من أهم العوامل المسببة لألم أسفل الظهر، الإصابة المباشرة لمنطقة أسفل الظهر بسبب الحوادث مثلاً، ومن الأسباب تكرار عملية الانحناء أو الرفع خلال اليوم كالتنظيف وتحريك الأشياء، والحركات السريعة المفاجئة، والجلوس لفترات طويلة كما هو الحال أثناء القيادة أو العمل المكتبي، وزيادة الوزن، وقلة الحركة والأنشطة الرياضية واللياقة البدنية، وضعف عضلات الجذع (الظهر والبطن)، والضغط والإجهاد النفسي أو الجسمي، ولدى السيدات الحمل والولادة، ولبس الحذاء ذي الكعب العالي أو غير المناسب، كذلك من العوامل المسببة الأمراض والالتهابات التي تصيب المفاصل أو الجسم بصفة عامة، وإجمالاً فإن العاملين الرئيسيين لألم أسفل الظهر الميكانيكي (الحركي) هما اتخاذ أوضاع خاطئة للعمود الفقري خلال الأنشطة اليومية كالجلوس والرفع والانحناء وغيره، والسبب الثاني هو الجلوس لفترات طويلة. هناك أسباب أخرى غير ميكانيكية أي حالات الالتهابات المرَضية مثل التهاب العمود الفقري التصلبي ووهن العظام والحمى والروماتيزم وانزلاق العمود الفقري وغيرها والتي لابد حينها من استشارة الطبيب أولاً من أجل أخذ العلاج المناسب. يكون الألم في منطقة أسفل الظهر أحياناً بسبب مشاكل في مناطق مجاورة أو أعضاء قريبة مثل التهاب الكلى أو المثانة أو مشاكل في مفصل الفخذ أو الحوض، وهنا يجب استشارة الطبيب أيضاً قبل كلّ شيء. قسم العلاج الطبيعي Your browser does not support the video tag.