هل أنت ممن يؤمن بقدرة الكتابة على الشفاء من شيء ما أصابنا في وقت ما؟! الكتابة هي إكسير الروح، وحياة قلب مات صمتا دون أن يسمع نبضه أحد، هي بوح تعرض للهزيمة في مسرح الحياة ليبقى مشهداً صامتاً.. فيها ينطلق سراح القلب من قيوده فهي نوع من أنواع الحرية، وتنفك بها عقد اللسان، ويترجم الصمت، هي صوت الفكر. الكتابة وسيلة مهمة للتعبير عن المشاعر الدفينة للآخرين في محاولة لتقريب المسافات بين المرسِل والمرسَل إليه، فللكلمة وقع السحر على النفس الإنسانية؛ فهي الوحيدة القادرة على التغلغل إلى الأعماق، والتأثير في الإنسان، وربما قلب حياته رأساً على عقب. الكتابة طريقة للتنفيس عن مكنونات النفس الداخلية، التي تحتاج بين الحين والآخر إلى الخروج، ولن تجد لها سبيلاً أفضل من التدوين والكتابة. نكتب حينما يعجز الواقع عن فهم ما نقول، نشعر بمشاعر نعجز عن التعبير عنها، نمتلئ ضجيجاً مغلفاً بالصمت، حين نحترق بنار الشوق وتعصف بنا رياح الحنين في ليلة باردة مليئة بالوحدة، ناهيك عن زيارته في كل الفصول بدون رحمة، حينما يؤلمنا غياب أحدهم ولا يكاد ينتهي بأي شكل كان. نكتب ونكتب ونكتب حتى نشفى ولا يبقى هناك شيء من أحاديث القلب العالقة في المنتصف.. إلى تلك الكلمات التي كتبت لأحدهم وقرأها الجميع باستثناء المعني بها سلاماً عليك وعلى قلم كاتبك وقلبه. لكل من لم يجرب أن يكتب ليس بالضرورة أن تصبح كاتباً أو مبدعاً لكي تكتب، فقط اكتب ولا شيء آخر في جميع أحوالك وبأسلوبك ولنفسك وسترى كم أن هذا مفيد جداً ومريح. الكتابة هي نفس القلب والعقل والروح الذي ينثر عبيره على مساحة بيضاء كلون الياسمين، تارة تمتلئ تلك المساحة بألوان الفرح والبهجة، وتارة أخرى العكس، فحال القلوب لا تستقيم على حال. Your browser does not support the video tag.