للأسبوع الثاني على التوالي يتظاهر الشباب الإيراني في الميادين العامة في طهران على الرغم من أن النظام الإيراني قطع الإنترنت وهو الوسيلة الوحيدة للتواصل والتنسيق في ظل غياب قنوات تلفزيونية ناطقة بالفارسية ومعارضة حقيقية لنظام الملالي تقوم بدور المنسق والموجه يتواصل من خلاله الشباب الإيراني. طبيعة الشعب الإيراني في الاحتجاج والتظاهر تعطينا أمل في إسقاط نظام الملالي حتى وإن تراجعت هذه التظاهرات فقد تظاهر الإيرانيون لمدة 13 شهراً حتي سقط الشاه عام 1979م، وفي أي وقت قد تعود هذه التظاهرات بشكل أشد وأقوى. ما يحدث اليوم في الشارع الإيراني يمثل سابقة خطيرة على النظام الحاكم حيث فقد قدسيته التي كان يراهن عليها وتم إحراق صور الخميني وخامنئي، حرق صورة الخميني مؤسس الجمهورية وركلها بالأرجل يعطينيا مؤشراً على أن نظام الملالي ساقط لا محالة حتى وإن تأخر لبعض الوقت وأن القناع سقط. الخميني الذي أحرقت صوره هذا الأسبوع ودعست بالأرجل له ضريح في وسط طهران تكلفة بنائه فقط ملياري دولار، وأسست مؤسسة حكومية خاصة للاهتمام بهذا الضريح، وأصبح مزاراً يضم أسواقاً وفنادق وصالات مكتبات ومتحفاً وصممت له أربع مآذن مطلية بالذهب. عندما تصرخ شابة إيرانية في وجه ضابط في قوات الحرس الثوري وتقول: "الموت لخامنئي" وهذا القول من المحرمات التي قد تصل عقوبة قائلها للإعدام والتهمة محاربة الله ورسوله. وصل الشباب الإيراني لقناعه أن هذا النظام لابد أن يتغير وأدرك أن المليارات التي يصرفها نظام الملالي في الخارج لتصدير الثورة المزعومة ما هي إلا سراب ووهم وثروات تبدد، فالشباب الإيراني عندما رفع شعار "لا غزة ولا لبنان ولا سوريا روحي فداء لإيران" فهو يطالب بتغيير هذا النظام الذي بدد ثرواته على دعم الإرهاب والتطرف ونشر الفوضى والفتن في المنطقة. الشباب الإيراني يعرف أن هذا النظام لن يتغير حتى وإن أظهر ذلك لسنوات قادمة واهتم في الداخل قليلاً ولابد من تغييره ويجب على المجتمع الدولي والغرب الذي يتظاهر بدعم الديموقراطية مساعدة الشباب الإيراني، أم أن صوته في مواجهة الدول العربية فقط! * همسه: من يعتقد أن النظام الإيراني من الممكن أن يتغير فهو إما جاهل أو واهم فهو نظام قائم على عقيدة لا يمكن أن يتغير حتى وإن تغير لبعض الوقت. Your browser does not support the video tag.