إن خُطوات الإصلاح الاقتصادي التي تنتهجها المملكة تضع نُصبَ عينيها المواطنَ وأعباءه، وما أقرَّتِ الحكومة تلك الخُطط الإصلاحية إلا لإعادة تصحيح الأوضاع، ودعم الفئات الفقيرة والمتوسطة الأكثر استحقاقًا بتوجيه الدعم إليها. ولم تَكَد الحكومة تبدأ في تطبيق تلك الإجراءات برفع دعم الطاقة تدريجيًا، والبدء بتطبيق ضريبة القيمة المضافة، حتى كانتْ هُناكَ البدائل التعويضية التي تحول دونَ أن تُشكِّل الإجراءات الإصلاحية عبئًا على المواطنين المستحقين للدعم، فلم يمر أسبوع حتى أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - حزمة من الأوامر الملكية التي تهدف لتخفيف معاناة المواطنين، وقضتْ تلك الأوامر بصرف العلاوة السنوية للمواطنين اعتباراً من أول يناير 2018م، وكذا صرف بدل غلاء معيشة للموظفين والموظفات، وأرباب المعاشات التقاعدية لمدة سنة، وصرف مكافآت للعسكريين المشاركين في الصفوف الأمامية في الحد الجنوبي، وزيادة مكافآت الطلاب، وتوحيد مواعيد صرف الرواتب لجميع العاملين بالدولة لتكون وفق التقويم الميلادي في السابع والعشرين من كل شهر، كما تتحمل الدولة ضريبة القيمة المضافة عن المستفيدين من الخدمات الصحية والتعليم الأهلي الخاص. إنّ هذه الإجراءات التعويضية لتوكّد أنّ الدولة تستهدف إجراء الإصلاحات الاقتصادية، مع وضع مظلّة لحماية الفئات المستحقة للدعم من أن تؤثر عليها تلك الإجراءات، بما يضمن توفير حياةٍ كريمةٍ لها، فضلاً عن أن ثمار الإصلاح الاقتصادي سيعود نفعها على المواطنين جميعًا بتحسين الخدمات وتطوير المرافق ودفع عجلة الاقتصاد الوطني؛ حيث يتوقّع الخبراء أن تعزز الأوامر الملكية القيمة الشرائية، وتنعش الاقتصاد، وتخفف من أعباء المواطنين. ولا شكّ أن تلك الأوامر تؤكِّد أن المواطِن يقع في عين اهتمامات الدولة، وأنّ هناك تلاحمًا بين القيادة والشعب، وأن المواطن مدركٌ لطبيعة المرحلة، وضرورة التكاتف مع قيادته الحكيمة للعبور نحو المستقبل الواعد بأمان. إنّ مملكتنا الحبيبة كم منحت مواطنيها، وما بَخَلتْ، ومواطنوها لا يتخلونَ أبدًا عن دعم مملكتهم ومليكهم، وقيادتهم الرشيدة، والالتفاف حول رؤيتها وقراراتها التي تضع المواطن على رأس أولوياتها. شُكرًا لمليكنا على تلك الأوامر الملكية التي أسهمت في رفع المعاناة عن الفئات الأشد احتياجاً، وشكرًا لقياداتنا التي تسابق نبض الشعب، وتتجاوب مع تطّلعاته وطموحاته. Your browser does not support the video tag.