ثلاثون يوماً مضت على رحيلك وفقدك يا أبي.. قلبي يملؤه الحزن وعيني تفيض بالدمع، فوجع قلبي كبير وألم روحي عظيم.. حبيبي الغالي أبي؛ منذ صغري يا أبي وأنت في عيني مثلي الأعلى وتاج رأسي.. فأنت في عيني ملاك، أرى فيك ما لا يراه الآخرون. رأيت فيك بياض القلب وتواضع النفس وطهر الروح.. رأيت فيك حسن الخلق وصفح الإساءة وصدق الكلمة.. رأيت فيك لين الجانب ودماثة الأخلاق وسماحة النفس.. رأيت فيك بشاشة الوجه وحب الخير وبعد النظر.. رأيت فيك كرماً لا ينتهي وعطاء لا ينضب وصبراً لا ينفد وحناناً لا يوصف. أنت يا أبي من تعجز كلماتي وحروفي ويقف قلمي حائراً في وصفك.. فأنت الأب الحنون صاحب القلب الكبير والرحيم العطوف. أبي الحبيب؛ قد ترغمنا وتجبرنا الحياة أن نعيش الواقع بكل ما فيه من ألم وحزن وأن نعيش الفراق الصعب، فراق يعصر القلب ألماً ويدمع العين شوقاً فاليوم فراقك يا أبي، وبالأمس كان فراقك يا أمي، فقد رحلت يا أبي عن هذه الدنيا الفانية كما رحلت أمي متأثراً بمرض عضال ألم بك، مرض أبكاني، مرض أوجعني وأوجع إخواني وجميع أحفادك وكل من عرفك.. لقد كان رحيلك كما كان رحيل أمي ثقيلاً علينا، مؤلماً لقلوبنا، كاسراً لأرواحنا، مبعثراً لكل ما فينا من قوة.. ففقدك أكبر من قدرتنا واحتمالنا كما كان فقد أمي.. ولكن تلك هي المشيئة الإلهية ولا راد لقضائه.. رحمك الله يا أبي الحبيب رحمة واسعة، ورحم الله أمي الطاهرة واسكنكما فسيح جناته وجمعني بكما في الفردوس الأعلى.. فالقلب في اشتياق لكما، فليس لقلبي شوق إلا لأرواحكما التي باتت تحت التراب، ولم يبق لنا سوى الدعاء لكما بالرحمة والمغفرة.. والحمد لله على ما قدر وكتب.. "إنا لله وإنا إليه راجعون". Your browser does not support the video tag.