ذكرنا في المقال السابق، أن اهتمام المملكة العربية السعودية بالقضية الفلسطينية يعود إلى فترات مبكرة، تسبق توحيد هذا الوطن الغالي على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود "طيب الله ثراه". ومن هنا تبرز أهمية الموقف السعودي الواضح، حيث جاء في فترة كانت المملكة بحاجة لأي دخل مادي في ميزانيتها، ولكل رجل من رجالها، ولكل خطوة سياسية لبناء ذاتها، ومع ذلك فلم تبخل على فلسطين وأهلها سواء بمالها أو رجالها أو دبلوماسيتها، وينطبق على هذا الموقف قول حاتم الطائي: أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله ويخصب عندي والمحل جديب ولقد جاء هذا الموقف انطلاقاً من عمق المملكة العربية السعودية الديني والقومي في نطاقيها الإسلامي والعربي، وتعكس لنا الوثائق السعودية الخاصة بالقضية الفلسطينية هذا الموقف السعودي بوضوح، وتحمل "الوثيقة الأولى" الموقف السياسي السعودي، بتوجيه الملك عبدالعزيز بإدراج طلب حكومة المملكة مادة إنهاء الانتداب على فلسطين والاعتراف باستقلالها ضمن جدول أعمال هيئة الأممالمتحدة العام 1363ه. "الوثيقة الثانية" دفاع المملكة في تلك الجلسة وما أعقبها من جلسات عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وامتداداً لهذا الموقف نجد جلالته يصدر قراراً بتعيين قنصل سعودي في فلسطين، كما نرى في "الوثيقة الثالثة" مع تحديد الميزانية اللازمة للقنصلية السعودية هناك. ولم يقتصر الموقف السعودي على الدعم السياسي، حيث نرى في "الوثيقة الرابعة" أسماء الشهداء السعوديين كما نشرتها صحيفة أم القرى في عددها 1223 وتاريخ الجمعة 15 شوال 1367ه. وتمثل "الوثيقة الخامسة" رسالة عزاء من القيادة العامة لقوات فلسطين حول استشهاد مجموعة من المقاتلين السعوديين في وقعة المزرعة 16/ 2/ 1948م، بالإضافة إلى الدعم السياسي والعسكري لتعكس لنا الوثائق المرفقة دعماً مادياً. "الوثيقة السادسة" نجد خطاباً موجهاً إلى الوزير السعودي المفوض بالقاهرة يفيد باستلام مساعدات مالية لفلسطين بمبلغ مئة وخمسة آلاف جنيه مصري. وفي "الوثيقة السابعة" يوجه الملك عبدالعزيز بتوزيع مبالغ مالية على قطاع غزة، ولم يقتصر دعم الملك عبدالعزيز "طيب الله ثراه" على الفلسطينيين داخلها، بل تعدى إلى أي مكان وجدوا فيه، حيث نرى توجيه جلالته في "الوثيقة الثامنة" بدعم اللاجئين في الأردن وسوريا ولبنان، وتجاوباً مع موقف المملكة الداعم نجد العديد من مناطق المملكة تقوم بدعم فلسطين بعد استئذان القيادة، وهذا ما تأكده "الوثيقة التاسعة" نجد برقية من محمد بن ماضي إلى الملك عبدالعزيز بشأن إعانة تجار جازانلفلسطين 10/ 12/ 1938م, وموافقة الملك على ذلك. حفظ الله المملكة العربية وقيادتها وشعبها وزادها عزة وتمكيناً. «الوثيقة الثانية» الوزير السعودي المفوض لدى الأممالمتحدة يوجه خطاباً إلى الأممالمتحدة بإدراج مادة إنهاء الانتداب على فلسطين واستقلالها. «الوثيقة الثالثة» القرار الخاص بتعيين قنصل سعودي في فلسطين «الوثيقة الرابعة» أسماء الشهداء السعوديين كما نشرتها صحيفة أم القرى في عددها 1223 وتاريخ الجمعة 15 شوال 1367 ه «الوثيقة الخامسة» حول بعض الشهداء السعوديين في وقعة المزرعة 16/ 2/ 1948م «الوثيقة السادسة» توضح دفع المملكة مساعدات مالية لفلسطين «الوثيقة السابعة» توجيه من الملك عبدالعزيز بتوزيع مساعدات مالية وعينية في غزة «الوثيقة الثامنة» توجيه من الملك عبدالعزيز بدعم اللاجئين في الأردن وسوريا ولبنان. «الوثيقة التاسعة» برقية من محمد بن ماضي للملك عبدالعزيز بشأن إعانة تجار جازانلفلسطين 10/ 12/ 1938م، وموافقة الملك